وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك: يتوجب على إسرائيل “إدانة عنف المستوطنين وتعقب أعمال العنف هذه جنائيا”

“يتوجب على رئيس الوزراء الإسرائيلي إدانة عنف المستوطنين، كما يتوجب تعقب أفعال العنف هذه جنائيا. وهذا هو لصالح أمن إسرائيل أيضا. وبالنظر إلى الأمن في الضفة الغربية فإن إسرائيل تتحمل جزءا من مسؤولية الحد من المزيد من التصعيد.” هذا ما صرحت به وزيرة خارجية ألمانيا “أنالينا بيربوك” في مقابلة حصرية أجراها معها جعفر عبدالكريم، مقدم “جعفر توك” الذي يبث على قناة دويتشه فيلله الألمانية.

Facebook

 

وقالت بيربوك إنها أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنه “يتوجب ضمان الحماية للمدنيين في غزة، وأن القتال هو مع المنظمة الإرهابية حماس والتي تهدف إلى تدمير إسرائيل، وليس مع المدنيين في غزة، من أناس أبرياء ونساء وأطفال، أي الفلسطينيين الأبرياء.”

 

فيما يتعلق بالدعوات لوقف إطلاق النار، أشارت بيربوك إلى أن “حماس تؤكد يوميا سعيها لمحو إسرائيل من الخريطة. هذا يعني عملها للقضاء على إسرائيل. وفي مثل هذه الحالة، يجب على إسرائيل حماية مواطنيها.”

ad

 

وردا على الانتقادات من المنطقة العربية التي تتهم ألمانيا بمنح إسرائيل “شيكا على بياض” لانتهاكات مزعومة للقانون الدولي بسبب شعورها بالذنب والمسؤولية جراء الهولوكوست، صرّحت بيربوك: “أنا مُنزعجة للغاية من انتقادنا لأننا نتحدث عن الدروس المستخلصة من الحرب العالمية الثانية، وهي الأساس الذي بُني عليه القانون الدولي، لضمان عدم وقوع إبادة جماعية مرة أخرى.”

 

وتعقيباً على اعتبار أمن إسرائيل “مصلحة وطنية عليا” لألمانيا قالت بيربوك: “نحن ملتزمون بالقانون الدولي، ونحن ملتزمون بمسؤوليتنا كألمان. وهذا يعني منح اليهوديات والرجال اليهود والذين حاولت ألمانيا إبادتهم إبّان حكم الديكتاتورية النازية بلدا آمنا. وهو  دولة إسرائيل، ولهذا السبب فإن أمن إسرائيل هو ‘مصلحة وطنية عليا’ لألمانيا. وهذا لا يتعارض، بالنسبة لي، بأي حال من الأحوال مع الدفاع عن القانون الدولي الإنساني وعالمية حقوق الإنسان. ولهذا أؤكد بوضوح أن حياة أي شخص لها نفس القيمة، وأن الصور المروّعة للأطفال الفلسطينيين (في الحرب) تسلبني النوم ليلا تماما مثلها مثل التفكير بالأطفال الإسرائيليين الذين تم اختطافهم.”

 

وقالت بيربوك عن تصورها لفترة ما بعد الحرب: “نحن بحاجة إلى أن تكون مسؤولية ضمان الأمن هناك (في غزة) مسؤولية دولية. لقد تعلمنا هذا من الحروب الرهيبة في غرب البلقان في أوروبا. هناك أيضا تولى المجتمع الدولي مسؤولية الحماية. جاء ذلك بعد اقتراف أبشع الجرائم، ما أدى إلى فقدان الجهات المعنية في المنطقة للثقة ببعضها البعض. وهذا ما أراه هناك (في الشرق الأوسط) أيضا.”