أميركا تشتبه بمسيّرة إيرانية وراء مهاجمة سفينة في المحيط الهندي

أعلن مسؤول عسكري أميركي، السبت، أن سفينة حاويات تديرها شركة يسيطر عليها إسرائيلي تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة يشتبه بأنها إيرانية في المحيط الهندي، مما تسبب في أضرار طفيفة للسفينة دون وقوع إصابات. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن السفينة «سي إم إيه سي جي إم سيمي» التي ترفع علم مالطا وأعيدت تسميتها حديثاً «ماييت» تعرضت لهجوم الجمعة من طائرة مسيرة يبدو أنها إيرانية من طراز «شاهد-136» في الجزء الشمالي الشرقي من المحيط الهندي. وزودت إيران، روسيا، بطائرات «شاهد-136» المسيّرة الانتحارية لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا. وتحمل هذه المسيرات رأساً حربياً صغيراً ينفجر عند الاصطدام.

 

نموذج للمسيرة الإيرانية «شاهد 136» (أرشيفية: الشرق الأوسط)

 

يأتي الحادث وسط تصاعد التوتر الأمني البحري بسبب الحرب بين إسرائيل و«حركة المقاومة الإسلامية» الفلسطينية (حماس)، وفي أعقاب استيلاء الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع إيران على سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل في جنوب البحر الأحمر الأسبوع الماضي. ووصفت إسرائيل احتجاز السفينة بأنه «عمل إرهابي إيراني». وقالت شركة «إيسترن باسيفيك شيبنغ» (إي بي إس) التي تتخذ من سنغافورة مقراً وتستأجر «ماييت» أنها علمت باستهداف سفينة حاويات في حادث أمني محتمل الجمعة. وذكرت «إي بي إس»، في بيان أرسل إلى «رويترز»، أن «السفينة المعنية تبحر حالياً كما هو مخطط لها. جميع أفراد الطاقم بخير وبصحة جيدة». ويسيطر على شركة «إي بي إس» الملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر، وتعرضت سفنها في السابق لهجمات مماثلة.

 

مروحية حوثية تحلق فوق سفينة شحن قبيل احتجازها في البحر الأحمر في 21 نوفمبر 2023 (د.ب.أ)

 

وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في هجمات لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها على عدة سفن في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية. ونفت طهران ضلوعها في الهجمات. وفي حادث منفصل، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، السبت، إن سفينة تلقت أمراً بتغيير مسارها في البحر الأحمر من كيان يصف نفسه بأنه ممثل للسلطات اليمنية.

الأسرى التايلانديون

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، صحة الأنباء التي تحدثت عن «وساطة طهران بهدف الإفراج عن أسرى تايلانديين لدى حركة (حماس)، وذلك بناء على طلب السلطات التايلاندية».

وأوضح كنعاني أنه منذ الأسبوع الأول بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، وبناءً على مطلب السلطات التايلاندية، خلال المباحثات التي أجراها وزير خارجية التايلاندي مع نظيره الإيراني في الدوحة، وطلبه تسهيل إجراءات الإفراج عن أسرى تايلانديين، فقد تمت متابعة الأمر بصورة مشتركة بين إيران وقطر، كما سُلمت إلى المسؤولين في «حماس» قائمة بأسماء هؤلاء الأسرى، لينظروا في الأمر من منطلق إنساني.

وقال: «لقد أخذ المسؤولون في (حماس) هذا الأمر بعين الاعتبار، حيث جرى الإفراج عن عدد من الأسرى التايلانديين، عقب تنفيذ وقف النار في غزة».

 

صورة جامعة للتايلانيين العشرة الذين أطلقتهم «حماس» (أ.ف.ب)

 

في بانكوك، قال متحدث باسم وزارة الخارجية التايلاندية لـ«رويترز»: «لقد قدمنا ​​القوائم (للأسرى) منذ البداية للجميع»، ومنهم قطر ومصر وإسرائيل وإيران. وأضاف المتحدث: «الجهات الفاعلة المختلفة سيكون لها تأثير مختلف على (حماس)». وكانت مجموعة من السياسيين المسلمين في تايلاند قد زارت طهران والتقت مسؤولين كباراً من «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول). كما أجرى وزير الخارجية التايلاندي بارنبري باهيدا نوكارا محادثات مع مسؤولين كبار في القاهرة والدوحة، فيما يتعلق بإطلاق سراح المحتجزين التايلانديين. وتم إطلاق 10 تايلانديين من قبل «حماس» الجمعة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مطلع على المفاوضات أن الإفراج عن هؤلاء العشرة لا علاقة له باتفاق الهدنة مع إسرائيل، وأنه سلك مساراً منفصلاً من المحادثات مع «حماس» بوساطة مصر وقطر. وتقول الحكومة التايلاندية إن 20 من رعاياها ما زالوا محتجزين لدى «حماس». ويعمل نحو 30 ألف تايلاندي في إسرائيل ويشكلون واحدة من أكبر مجموعات العمال المهاجرين هناك، ويعمل العديد منهم في مجال الزراعة.

وزير الدفاع الإيراني يحذر

دعا وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا آشتياني، الدول الأجنبية، إلى مغادرة المنطقة وعدم العمل لزعزعة أمنها، ورأى أن وجود أميركا وبعض الدول الأوروبية فيها سيتبعه رد فعل كل الدول بما فيها «محور المقاومة».

وأشار الوزير الإيراني إلى الضغوط واسعة النطاق، التي مارستها مختلف الدول في المجالين السياسي والاقتصادي، ضد إسرائيل وحماته، ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن وزير الدفاع قوله: «إن شعوب المنطقة ستشهد سقوط هذا الكيان الغاصب والقاتل للأطفال، ويعود الأمن الحقيقي إلى المنطقة».

وتطرق إلى عمليات «طوفان الأقصى»، وشدد على أن «الكيان الصهيوني تفاجأ خلال هذه العمليات في مختلف المجالات، وسقط في ورطة مما يعني هزيمته النكراء فيها».

ورأى أن هذه العمليات أدت إلى انهيار الكيان الغاصب في مختلف المجالات، بما فيها السياسية والعسكرية، فيما شعر الأميركان بالخطر خشية سقوط هذا الكيان بشكل كامل، لذا عمدت أميركا ومعها بعض الدول الأوروبية إلى دعمه.

ووصف الوزير الإيراني المنطقة بأنها تحظى بأهمية بالغة لأنها ممر للطاقة، وتتميز بموقع استراتيجي حساس للغاية، وقال: «إن الوجود الأميركي وبعض الدول الأوروبية في هذه المنطقة سيؤدي إلى إبداء كل دولها، بينها محور المقاومة، رد فعلها، لذا أوصي هذه الدول الأجنبية بمغادرتها، وألا تسبب مشكلات تزعزع الأمن في المنطقة».