أكّد متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، في عظة قداس الأحد، أنّه “مرّة أخرى يحل عيد الإستقلال فيما البلد بلا رأس، وهو يتخبّط في مشاكل لم يجد المعنيون لها حلولاً منذ سنوات، أضيف عليها شبح الحرب التي لا طاقة للبنان على تحملها في ظل تداعي الدولة وانهيار الإقتصاد، ولا يريدها معظم اللبنانيين الذين عانوا من ويلات الحروب ودفعوا أثمانا باهظة من حياتهم وممتلكاتهم ومستقبل وطنهم، ولا يريدون أية مقامرة بمصيرهم بل يتطلعون إلى اليوم الذي ينتخب فيه رئيس للبلاد تبدأ معه مسيرة نهوض البلد من كبوته التي طالت”.
وأضاف، “وتبدأ معه عملية إصلاح شامل تقضي على الفساد والتطاول على السيادة والدستور، واستباحة الحدود، وكبح الحريات واستغلال القضاء، وتحصر قرارات الدولة في يد الدولة، وتعيد للمواطن كرامته وللدولة هيبتها وللقانون سيادته. عندها فقط يعود للإستقلال معناه ويشعر اللبنانيون أنهم يمسكون مصيرهم بيدهم لأن دولتهم، بكافة عناصرها، هي الحاكم الوحيد، والناطق الوحيد باسمهم، والراسم الوحيد للسياسة الداخلية والخارجية”.
وتابع، “في هذه المناسبة لا بد من التشديد على أهمية دور جيشنا، وضرورة الالتفاف حوله، وعدم العبث بكل ما يتعلق به كونه المدماك الأخير الصامد. كما لا بد من التشديد على وعي المواطنين وواجبهم في محاسبة ممثليهم كي يقوموا بالدور الذي انتخبوا من أجل القيام به”.
وختم: “دعوتنا اليوم هي إلى التحرر من عبودية المال وسلطته، واستعمال ما منحنا إياه له لمساعدة إخوتنا البشر، علنا نرث الحياة الأبدية ونستأهل أن يتجسد المسيح الكلمة من أجل خلاصنا”.