الحرب مقابل الحرب… “هجمة لافتة” للموفدين إلى لبنان

مع اقتراب نهاية الحرب على غزة وبدء البحث في إطالة أمد الهدنة الإنسانية، يعود إلى الواجهة الحراك الأميركي في إسرائيل والمنطقة، بالتوازي مع البحث الإيراني ومن بيروت أولاً ثم قطر ثانياً، وذلك تحت العنوان نفسه، وهو وقف النار الدائم، والحؤول دون حربٍ شرسة بدأت تستعد لها إسرائيل، وقد تكون أكثر دموية من المرحلة السابقة.

وفي الساعات المعدودة الفاصلة عن نهاية هذه الهدنة، والتي انعكست على الجبهة الجنوبية، تشهد الساحة الداخلية سباقاً مع الوقت، بين الموفدين الديبلوماسيين، للإبقاء على الواقع الحالي جنوباً ومعه القرار 1701 رغم كل ما تعرض له من خروقاتٍ على امتداد الأسابيع الماضية.

وتتحدث مصادر ديبلوماسية مطلعة، عن أن معادلة الحرب مقابل الحرب والتهدئة مقابل التهدئة، هي السائدة راهناً، بانتظار حصول تحولٍ ما في الأفق السياسي المسدود راهناً، رغم الكوة الصغيرة التي فتحتها الوساطتان القطرية والأميركية في مساعيهما لتذليل العقدة التي كادت تطيح بصفقة تبادل الأسرى.

وتشير المصادر الديبلوماسية لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أن هذا الحراك ينسحب أيضاً على معادلة الجبهة الجنوبية، في ضوء “هجمة” الموفدين بعد 7 تشرين الأول الماضي، من أجل نقل رسائل التحذير من خطورة انزلاق هذه الجبهة إلى الحرب، ثم المشاركة في الجهود الهادفة إلى إرساء هدنة أكثر من مؤقتة.

وفي هذا السياق، تُدرج المصادر زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة وزيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان المرتقبة يوم الأربعاء وزيارة موفد أميركي في الأيام المقبلة، إذ تعتبر أن هؤلاء الموفدين، ينشطون على خطّ تحويل التهدئة الموقتة وقفاً لإطلاق النار، بمعزلٍ عن الحلول السياسية، على الأقل في الوقت الراهن.

ومن هنا، فإن جهود هؤلاء الموفدين، وإن كانت تصبّ في سياق تكريس وقف النار في غزة كما في جنوب لبنان، كما تكشف المصادر الديبلوماسية، فهي لم تخل من توجيه الرسائل من الساحة اللبنانية تحديداً إلى العواصم المعنية بالقرار على الساحتين اللبنانية والفلسطينية، وهو ما بدا جلياً من خلال المواقف التي أطلقها الوزير عبد اللهيان، من بيروت كما من قطر التي قصدها لاحقاً، والتي رفض فيها أولاً، أية حلول مفروضة من الخارج على قطاع غزة على هذه الساحة، وثانياً، تثبيت واقع الهدنة جنوباً في حال حافظت الولايات المتحدة الأميركية على مسار ضبط أي قرار إسرائيلي بتصعيد اعتداءاته على الجنوب.