٧٢ عملية عسكرية نفذتها الفصائل المسلحة العراقية ، ضد مواقع عسكرية اميركية في العراق وسورية ، ولم تعلن اميركا عن مقتل جندي واحد ، (وربما جرى الحديث عن عدة جرحى) !
لماذا؟
لأن وزارةالدفاع الاميركية الزمت نفسها ،وفق بيان رسمي صادر عنها ، بأنه في حال وقوع خسائر بشرية اميركية نتيجة هجمات الفصائل المسلحة العراقية ، فإن الجيش الاميركي سيرد بقوة!!
وطالما ان اميركا لم ترد حتى الآن فهذا يعني ببساطة:
إما ان اميركا تكذب وربما اصابتها عدوى ثقافة النظام السوري المعتمدة منذ نحو نصف قرن ، والتي تردد في بياناتها الرسمية بعد كل عدوان صهيوني على مواقع داخل سورية ” بأنها سترد في الزمان والمكان المناسبين ” !!
وما ردت منذ خمسين سنة على اي عدوان ، فالزمان والمكان المناسبين لم يأتيا بعد!!!
واما ان الفصائل المسلحة العراقية ، ما استطاعت او لم ترد ان تصيب احداً من الجنود الاميركيين ، وهي تتعمد ذلك حتى لا تتعرض للانتقام الاميركي !
وإما ان سيناريو التفاهم الاميركي – الايراني العميق ما زال ساري المفعول ، فتمنع طهران الفصائل التي صارت تصدر بياناتها باسم المقاومة الاسلامية في العراق ، بعد عدوان الصهاينة على قطاع غزة ،من القصف الصائب ، وتمتنع عن تزويدها بالصواريخ الذكية التي تصيب بدقة وتوقع خسائر ، وكذلك تمنعها من ارسال صواريخها الى فلسطين المحتلة!
( للتذكير فإن الرئيس صدام حسين امر بإطلاق صواريخ على الكيان الصهيونى خلال عملية تحرير الكويت اعتباراً من 17/1/1991، وقد بلغت يومها 39 صاروخاً ولم يطلق الذين جاء بهم الاحتلال الاميركي حتى الآن الصاروخ رقم 40.. لأن الإذن الايراني لم يعط بعد !)
لكن لماذا سمحت ايران للحوثيين بإطلاق صواريخ على ميناء ام الرشراش الفلسطيني ( ايلات الصهيوني )؟
لأن المسألة تحمل رسائل للمملكة العربية السعودية ، ولن تمانع اميركا ولا إسرائيل بذلك !!
نعم قصفت اميركا منطقة جرف الصخر العراقية ، فكان هذا كافياً كي تخلي الفصائل مواقعها ومكاتبها ، وان تتخذ الحذر الشديد في تحركاتها ، وقد استعاد بعضها قصة اغتيال اللواء قاسم سليماني وابو مهدي المهندس فيما عرف بقصة مطار بغداد في 3/1/2020 … والغريب في الامر ان الاطار التنسيقي الذي يضم شيعة ايران في العراق بقيادة نوري المالكي، دعا الى تجنب المواجهة العسكرية مع الاميركان !
وبعض قادة الاطار الذين اسسوا ميليشيا مسلحة منذ وقت طويل وبتمويل وتسليح وتدريب وتوجيه ايراني ( محطة سي بي سي الكندية قالت ان القوات المسلحة الكندية دربت ما وصفتهم بأنهم مجرمي حرب عراقيين عام 2018 ، ووزعت عليهم اسلحة غربية الصنع ومعدات حماية ) وهؤلاء يخشون ايصال الامور الى حافة الهاوية ، حرصاً على نفوذهم في السلطة العراقية ، ولا يريدون خسارة مصالحهم الكبرى فيها .
وفسره البعض بأنه حرص من المالكي على الا تضع اميركا فيتو عليه وهو المرشح الاوفر حظاً لرئاسة الحكومة العراقية ، بعد الرئيس الحالي محمد شياع السوداني ، الذي رشحه الاطار نفسه ، والذي حاول مراراً وقف العمليات العسكرية ضد المواقع والقواعد الاميركية ،دون جدوى .
والبعض الاخر فسره بأنه التزام ايراني حاسم بعدم التصعيد مع اميركا ، لأن واشنطن تمنع إسرائيل حتى الآن من العدوان على ايران لتدمير قدراتها النووية!!
ومصادر عراقية تصف هذا الموقف بأنه امساك من قيادات الحشد الشيعي بالعصا من الوسط,
فهناك تخوف من ان تنصرف اميركا وإسرائيل ، بعد غزة الى الجبهة العراقية ، حيث لن تكون الفصائل المسلحة بمأمن من اي عدوان!
خصوصاً ، وأن دوائر مهمة في واشنطن تعتقد بأنه يجب كسر ظهر ايران!
ولكن اين سيحدث هذا في بغداد او في طهران ؟
موقع انترست الاميركي تحدث عن سرقة صواريخ موجهة وطائرات مسيرة من قواعد اميركية في العراق وسورية ، والاتهامات موجهة الى عاملين عراقيين في هذه القواعد!
والبعض تحدث عن بيعها من قبل ضباط وجنود اميركان !!
لمن؟
لايران او للحشد؟
لا فرق
لذا ليس غريباً ما رددته مصادر مطلعة ، بأن ايقاف الفصائل المسلحة العراقية قصف القواعد الاميركية جاء بأوامر ايرانية !!
انها حلقة كوميدية كاملة المواصفات ، لكنها كوميديا مضحكة مبكية .