نجحت الوساطة المصرية القطرية في تمديد «الهدنة الإنسانية» بقطاع غزة ليومين إضافيين، بداية من صباح الثلاثاء، وفق ما أعلنه مسؤولون مصريون وقطريون، وأكدته حركة «حماس» في بيان.
وأعلن ضياء رشوان رئيس الهيئة المصرية للاستعلامات، أن الجهود المصرية القطرية لتمديد الهدنة الإنسانية بقطاع غزة «تمكنت من تمديدها لمدة يومين إضافيين». وأضاف رشوان، في تصريحات متلفزة، الاثنين، أن الهدنة الممتدة تشمل الإفراج يومياً عن 10 من المحتجزين في غزة من النساء والأطفال مقابل 30 من الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
وكانت جهود مصرية وقطرية وأميركية نجحت في التوصل لأول هدنة إنسانية في قطاع غزة بعد 48 يوماً من القصف الإسرائيلي العنيف للقطاع، حيث بدأ تطبيق الهدنة، منذ صباح الجمعة.
في غضون ذلك، واصلت القاهرة تحركاتها السياسية والدبلوماسية ارتباطا بتطورات الأوضاع في غزة، حيث استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، نظيرته المجرية كاتالين نوفاك. وركزت المباحثات، وفق بيان للرئاسة المصرية، على العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، وخاصة ما يتعلق بقطاع غزة والضفة الغربية، وشدد السيسي على أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإغاثية إلى أهالي القطاع بما يلبي احتياجاتهم المعيشية، ويحد من حجم المعاناة الإنسانية الهائلة التي يشهدونها، مع ضمان عدم امتداد الصراع إلى الضفة الغربية.
وأكد السيسي على أن استقرار وأمن المنطقة، يرتبط بشكل أساسي بالاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر البيان المصري أن رئيسة المجر «ثمنت الدور المصري في صون الاستقرار والسلام بالشرق الأوسط، ولفت إلى اتفاق الجانبين على ضرورة العمل على التهدئة، وإدانة استهداف جميع المدنيين، مع رفض التهجير القسري والتشديد على أهمية عدم توسُّع الصراع إقليمياً».
وخلال الأيام الماضية تزايدت وتيرة زيارة مسؤولين أوروبيين إلى القاهرة، إذ استقبل الرئيس المصري، الأحد، وزيري خارجية سلوفينيا والبرتغال، كما استقبل، الجمعة، رئيسي الوزراء الإسباني والبلجيكي، وخلال الأسبوع الماضي استقبل الرئيس رئيسة المفوضية الأوروبية. ووفق بيانات سابقة للرئاسة المصرية، ركزت تلك اللقاءات على «جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والمساعي لإطلاق حلول سياسية للقضية الفلسطينية».
جهود تمديد الهدنة
من جانبه، أشار الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إلى أن نجاح المفاوض المصري في تمديد الهدنة في قطاع غزة جاء نتيجة تحركات مكثفة طيلة الأيام الماضية، لافتاً إلى أن اتصالات رفيعة المستوى جرت مع الإدارة الأميركية التي قال إنها «أبدت رغبة لتمديد الهدنة»، إضافة إلى التنسيق مع المفاوضين القطريين.
وأضاف فهمي لـ«الشرق الأوسط»، أن مصر تتحرك على مسارات متوازية لإطلاق مسار سياسي لمرحلة «ما بعد الحرب»، وأن المباحثات المكثفة التي شهدتها القاهرة مع مسؤولين أوروبيين خلال الآونة الأخيرة، تجسد المساعي المصرية لإعادة تقديم القضية الفلسطينية للشركاء الأوروبيين، ومحاولة إحداث نوع من التوازن في مواقف كثير من القوى الأوروبية التي أبدت انحيازاً للرؤية الإسرائيلية في بداية الأزمة.
وأوضح الأكاديمي المصري، أن أوروبا تمثل «ثقلاً لا غنى عنه» في المسار السياسي المأمول للقضية الفلسطينية، والذي تسعى القاهرة في إطلاقه بعد التوصل إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار، لافتاً إلى أن ترتيبات عقد مؤتمر دولي لبحث مستقبل السلام في المنطقة، وإعادة إعمار قطاع غزة، ستكون ضمن أولويات العمل المصرية الأوروبية خلال الآونة المقبلة.
استمرار دخول المساعدات
ميدانياً، تواصل العمل المكثف في معبر رفح البري، إذا استمر دخول شاحنات المساعدات تطبيقا لاتفاق الهدنة، وبحسب مصادر ميدانية في المعبر، دخلت، الاثنين، 200 شاحنة محملة بالمساعدات الطبية والغذائية والخيام والمياه، إضافة إلى 7 صهاريج محملة بالوقود (سولار وغاز الطهي)، كما تواصلت حركة العبور في الاتجاهين من غزة لحملة الجنسيات الأجنبية والفلسطينيين مزدوجي الجنسية وإليها والسماح للعالقين الفلسطينيين بالعودة الطوعية إلى القطاع.