رأى المحلل السياسي يوسف دياب, أن “زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان اليوم الأربعاء, لا تدل أن هناك حلحلة بموضوع الملف الرئاسي, فالأنظار لا زالت متجهة نحو المعركة القائمة في قطاع غزة”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال دياب: “الفرنسي والقطري, يرون أن الهدنة الحاصلة اليوم ما بين حربين, حرب غزة وحرب جنوب لبنان, قد تكون حافزاً للقيادات اللبنانية, لإستشعار خطر المرحلة وأن ينصب الإهتمام على الشأن الداخلي, وأن يذهبوا باتجاه إنتخاب رئيس للجمهورية, وإنتظام عمل المؤسسات”.
ولفت إلى أن “حزب الله يترقّب اليوم ما إذا كانت الهدنة في غزة, ستتمدد لتصبح عملية وقف إطلاق نار, وعملية سياسية, يستثمرها كإنتصار عسكري له ويترجمها بدور أكبر له بالداخل اللبناني, وهذه المرحلة لم تنضج عند حزب الله بعد, وبالتالي هو غير مستعجل بالملف الرئاسي”. وأشار إلى أنه “في حال حزب الله استطاع أن ينصّب نفسه كمنتصر الحرب هذه, حسابات الرئاسة, وحسابات الوضع السياسي تختلف بالنسبة له, عما كان عليه قبل عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول”. واعتبر أن “الحراك الفرنسي – القطري هو لتحريك المياه الراكدة, او إلقاء حجر في هذه المياه الراكدة علّها تغيّر شيء, إلا انه يرى أن الزيارة الحالية ستكون نتائجها شبيهة بالزيارات السابقة للودريان, ولمساعي ماكرون التي حصلت في الفترة الماضية”. ولفت إلى أن “هناك مهمتان للودريان, المهمّة الاولى هو تثبيت موضوع الإستقرار في الجنوب اللبناني, لا سيّما أن لا مصلحة لفرنسا أن تكون الحرب شاملة وأن تشمل الجبهة الجنوبية بالدرجة الأولى, خصوصاً ان هناك كتيبة فرنسية كبيرة في اليونيفيل, وفرنسا حريصة أن يبقى أمن جنودها مستقر في المرحلة المقبلة”. وأكّد دياب, أن “هدوء الجبهة الجنوبية, مرتبط إلى حدّ ما بموضوع إستخراج الغاز من حقل كاريش, وعودة شركة توتال للتنقيب عن النفط في البلوك رقم 9, فهذه الأمور مرتبطة بالإستقرار الأمني والعسكري في جنوب لبنان”, أما مهمة لودريان الثانية بالتأكيد الملف السياسي, الذي يعتبر ملف حيوي بالنسبة للفرنسيين, إلا ان الظروف الداخلية اللبنانية غير ناضجة للمساعي القطرية- الفرنسية للوصول إلى إنتخاب رئيس للجمهورية”. |
||
|