خطوة من حماس.. خطوة من عباس/ كتب: حسن صبرا

ضعف السلطة الفلسطينية يصب في مصلحة حماس ، وقوة حماس يجب ان تصب  في مصلحة السلطة الفلسطينية !!! غير ان هذا لم يحصل حتى الآن … لكن النقاش بل المفاوضات والمساومات مستمرة منذ سنوات ، ليس على النهج السياسي المختلف عليه بين حركة فتح وهي ام المنظمات الفلسطينية واكبرها عمراً وانتشاراً وامساكاً بكل مفاصل المنظمة , التي اهلتها لقيادتها  منذ نشأتها عام 1964 ..بل على حجم التمثيل الذي طلبته حماس قبل طوفان الاقصى ، وكان مرفوضاً من فتح عبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ..
لكن
حماس لن ترضى بعد الآن بما كانت فتح رفضته سابقاً،  وهو التساوي عملياً في قيادة المنظمة ، بل بأن تكون لها  الغلبة في القيادة ( ولربما تقنع حماس ايران بأن تدخل حركة الجهاد الى المنظمة ليصبح التيار الجذري الاسلامي صاحب الكلمة داخلها ! )
لكن عملياً ،
فإن من ابرز نتائج عملية طوفان الاقصى امران جدليان حصلا هما :
١- ان حماس انتزعت عملياً تمثيل الشعب الفلسطيني ، وقد اثبت هذا الشعب العظيم انه مع استخدام القوة ضد العدو الصهيوني ( ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة- جمال عبد الناصر )
والهمجية الصهيونية وحدت بالنتائج ما اصاب ابناء فلسطين في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة ، وهل هي مصادفة ان تعتقل  السلطات الصهيونية الهمجية اكثر من 1600فلسطيني في الضفة ، بينما لن تستطيع حركة حماس اخراج اكثر من هذا العدد من الفلسطينيين من سجون العدو ، على  الرغم من ان طوفان الاقصى ،جاءت باسم تحرير الاسرى الفلسطينيين ؟
العدو الصهيوني وحد الضفة والقطاع ، لا قل ان الشعب الفلسطيني وحد بدمه بين المنطقتين الفلسطينيتين ، كما وحد امة العرب والعالم الاسلامي والعالم الحر ومنه يهود حول قضيته الانسانية اولاً
حماس صارت في نظر الكثيرين هي الممثل الجهادي للشعب الفلسطيني ، من دون الغاء ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد لهذا الشعب العظيم
ومن هنا نبدأ
خصوصاً ان حركة حماس اعلنت موافقتها على حل الدولتين ، وان ايران لم تعترض على ما ورد في البيان الختامي للقمة العربية والاسلامية التي قادها الامير محمد بن سلمان في الرياض وهو نص على تأييد حل الدولتين في فلسطين المحتلة ، بعد طول اعتراض من حماس وايران .
اذن لم يعد النهج السياسي حاجزاً بين الحركتين فتح وحماس ، ولا بين ايران والدولة الام التي طرحت المبادرة العربية في بيروت عام 2002،  وهي المملكة العربية السعودية .
هذا الواقع الجديد يلزم الحركتين فتح وحماس:  ان يجددا التعايش بينهما ثم العيش الواحد ، ثم النهج السياسي لمواجهة التحديات السياسية والمصيرية الحالبةًوالقادمة :
١-العالم كله تقريباً بات على قناعة بضرورةًابجاد حل للقضية الفلسطينية ، ويجب ان يسجل ان عملية طوفان الاقصى اعادت احياء هذه القضية كما لو ان فلسطين احتلت بالامس .
٢-اكبر خدمة تقدمها الحركتان للعدو الصهيوني ، هي تقديم التباين التنظيمي او المنافسة التنظيمية بينهما، على مواجهة التحدي  المصيري مع هذا العدو ،
فطالما اتفقتا على النهج السياسي ، وطالما هناك امكانية على التوافق على حجم التمثيل التنظيمي داخل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، وطالما احتكمتا منذ عشرين سنة تقريباً على الاحتكام للناخب الفلسطيني ، الذي سيقرر من يوصل الى المجلس التشريعي الفلسطيني ثم الحكومة والرئاسة الفلسطينية ، فيجب ان يحلا اي خلاف من خلال المؤسسات الدستورية والشرعية .
غير ان هذا يحتاج الى خطوة من محمود عباس واخرى من حركة حماس… كبف ؟
عباس مطالب بفتح باب قيادة المنظمة لمساواة فعلية بين فتح وحماس ،داخل قيادتها التنفيذية ، وكانت حماس طالبت بالمساواة قبل الطوفان ، وكان عباس يرفض ، فهل ترضى حماس بمطلبها السابق ؟ وهل يرضى عباس بالمساواة + ؟
ربما يكون من شروط حماس ايضاً ان يعاد تركيب قيادة حركة فتح نفسها ، بعودة محمد دحلان الى حركة فتح ( ابو فادي طرد من اللجنة المركزية لحركة فتح لكنه ما زال يعتبر نفسه فتحاوياً قائداً لتيار اصلاحي ديموقراطي ) وهذا الامر هو بيد محمود عباس
اما القيادي الثاني فهو مروان البرغوثي ، وهو ايقونة حركة فتح والنضال الفلسطيني المحكوم عليه بالسجن المؤبد عدة مرات ، وامر اطلاقه هو في لائحة حماس الاساسية لاطلاق الاسرى
هنا تشير معلومات فلسطينية بأن سجن البرغوتي مع الرجل الاول في حماس،  اتاح للقائدين ان يلتقيا وان يتحاورا ، وان يكون بينهما جوامع مشتركة ، قد تنعكس ايجابا على المسار السياسي بينهما ، او اطلقت إسرائيل البرغوثي ، ولو اطلقت حماس الخارج اليد ليحيى السنوار في الداخل

نرجو الاستماع الى ما قاله السنوار عن مؤسس فتح القائد الفلسطيني ياسر عرفات ، والقول هنا هو جواز مرور للوحدة الوطنية الفلسطينية المطلوبة

 

👇 الفيديو مرفق على الرابط ادناه📺

 

https://youtu.be/MQH4rx8HXAs?si=NJZLnyjYCq7NklwB

حسن صبرا
الشراع