رأى اللواء أشرف ريفي أن “الإسرائيلي في هذه الحرب سقط إنسانياً وأخلاقياً من خلال تنكيله بالأبرياء من نساء وعجزة وأطفال، وحالياً إنتقلنا من وضع عسكري إلى هدنة وتفاوض، وهذا أمر طبيعي، وآمل أن ننتقل لاحقاً إلى التفاوض السياسي حفاظاً على أرواح الأبرياء”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال ريفي: “لقد قام الإسرائيلي بأقصى ما يمكنه فعله خلال الـ 49 يوماً، وحالياً هناك حضور إقليمي ودولي سياسي ومخابراتي لرسم مسار المرحلة القادمة، ولا بد من تذكير الجميع أن جميع الأراضي التي دخلتها إسرائيل في العام 1967 هي أراضٍ محتلة، علماً أنه، للامانة، فلسطين بأكملها عربية، ولكني أتكلم بمنطق الأمم المتحدة”.
وأضاف، “في رأيي سيخضع الإسرائيلي لطلبات حماس، ونتنياهو سينتحر إما داخل السجن أم خارجه، فمفهوم الدولة الإسرائيلية اليقظة سقط، وأنا أوجّه تحية لحركة حماس التي أعطت بعداً إنسانياً للمسلمين وللفلسطينيين في معاملتها للأسرى، وبعد أن كان الرأي العام الدولي يؤيد إسرائيل، نجده اليوم إلى جانب حماس في مواجهة بربرية الجيش الإسرائيلي. ولقضية للأسرى شقان، مدني وعسكري، والتفاوض الصعب سيكون في الشق العسكري، وحتماً ما تسعى إليه حماس هو تصفير السجون من العسكريين”.
ولفت إلى أنه “على الإسرائيلي أن يعلم أن حماس ليست جيشاً نظامياً قد يعلن إستسلامه لدى خسارته على إحدى الجبهات، هذه حركة تحرر وطني، هي تمثل شعباً، وبالتالي لا يمكن إجتثاث شعب من أرضه، إلاّ بتهجيرٍ كامل، وهذا ما فشل الإسرائيلي في تحقيقه، وبمنطق الأمم المتحد، من حق كل فلسطيني أن يقاتل لاجل تحرير وطنه، وما حصل في 7 تشرين الاول كان مفصلياً في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، دفع ثمنه أبرياء مدنيون، ولكن فلسطين تستحق الكثير من التضحيات”.
وكشف أننا “اليوم أمام مسار جديد، لقد تحولنا من المسار العسكري إلى مسار تفاوضي سياسي، وكل اليمين الإسرائيلي سيخضع للمحاسبة، وسيدخل إلى السجون، لأنهم فشلوا في حماية الإسرائيليين،الذين سيتوجهون نحو هجرة معاكسة من إسرائيل إلى خارجها، بشرياً وإقتصادياً على صعيد رؤوس الأموال”.
وشدد أنه “ضد المشروع الإيراني الذي قتل المسلمين في العراق وسوريا ولبنان أكثر ما قتلت منهم إسرائيل، وبالنسبة لي هناك عدو أكبر هو إسرائيل وآخر هو إيران، لذلك حزب الله لديه مشكلة مع السنة بشكل أساسي ومع كل المقومات اللبنانية، مع المسيحي والدرزي، وبالتالي أنا لا أهادن حزب الله كذراع إيراني، ولكي يسير مع كل اللبنانيين، عليه إعادة النظر بأمور كثيرة، وانا أفصل بين الشيعية العربية والشيعية الفارسية”.
وأشار إلى أنه “في حرب حماس مع إسرائيل، لم نرَ وحدة ساحات، والمناوشات التي حصلت في جنوب لبنان لم تغير شيئاً في الحرب على غزة، ولا يمكن لحزب الله أن يعتبر نفسه شريكاً في النصر، وأنا كرجل دولة كنت أحذّر من إنزلاق لبنان إلى معركة هو غير جاهز لخوضها، ولكن حزب الله الذي يتصرف كذراع إيرانية ويقول بوحدة الساحات، كان عليه تطبيقها، وبالتالي هو خسر معنوياً، لذلك لم يظهر السيد حسن نصرالله على وسائل الإعلام، لأنه كان محرجاً”.
وتابع ريفي، “كل ما يحاول حزب الله فعله، هو محاولة إستثمار دماء مَن سقط في غزة، فوحدة الساحات كذبة كبيرة، لا يمكن لحزب الله أن يسيثمرها في الداخل، ومن يجب أن يتشدد في مواقفه هو فريق المعارضة، فالمقاومون الحقيقيون هم الفلسطينيون الذين يدافعون عن حقهم الشرعي، أما حزب الله فعليه إعادة حساباته خاصة مع الجانب السني، بعد أن إغتال له شخصياته كإغتيال الشهيد رفيق الحريري، وهذا امر مثبت، وهو أيضاً من قتل محمد شطح ووسام عيد ووسام الحسن وغيرهم، ومن دون العدالة سيبقى هذا الدم حملاً على رقبة حزب الله”.
وأكد أن “الفوضى الخلاقة التي إختير الإيراني لإدارتها، لعب فيها الدور القذر، ممارساً سياسة القتل، وهذه الفوضى ستوصلنا إلى شرق أوسط جديد، وكي يكون مستقراً لا بد أن تكون إسرائيل للأسف جزءاً منه، ولكن من دون اليمين الإسرائيلي، وأحفاد عمر وصلاح الدين هم من سيحررون القدس، وحزب الله في لبنان سيدفع الثمن سياسياً وعسكرياً، ونحن لن نتهاون بإقامة دولة عادلة، ولن نرضى بدولة خاضعة لنفوذه عاجزة عن إحقاق الحق”.
وختم ريفي بالقول “إحتمال حصول حرب على لبنان هو بنسبة 50% وخوفي يكمن في أن الإسرائيلي تلقى صفعة في فلسطين وحاول إعادة ماء الوجه في غزة، فأوقفه المجتمع الدولي، وقد يتوجه الى الساحة اللبنانية كي ينتقم من حزب الله، وحكماً عندها سنضع كل تبايناتنا جانباً، وحزب الله يعلم ذلك، وفي حرب العام 2006 أنا كنت شاهداً على إلحاح حزب الله لإقرار القرار 1701، وبعد إقراره بأسبوع، أصبح الرئيس فؤاد السنيورة خائناً، عيب هذا الكلام والتاريخ لن يرحم “.