أكّد الخبير الإقتصادي أنطوان فرح, أن “الحرب في غزة ومشاركة لبنان عبر المعارك التي حصلت في الجنوب, إنعكس وبشكل مباشر على الإقتصاد اللبناني, وأصبح هناك جمود شبه تام بأغلبية القطاعات الإقتصادية, لا سيّما السياحية منها”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال فرح: “أن أصحاب المؤسسات السياحية, الذين حققوا أرباحاً وأموالاً خلال الموسم الصيفي, بشكل إستثنائي, وقدّموا توظيفات إضافية على المستوى البشري والإستثماري, اضطروا اليوم إلى دفع هذه الأموال التي تم جمعها, ويتمّ استنزافها من خلال محاولة الصمود لأن الحركة باتت شبه مشلولة”.
واعتبر أنه “مع تجدّد المعارك في غزة اليوم, يمكن القول أنه فقدنا آخر أمل, بأن يكون موسم الأعياد ناشطاً سياحياً, حتى على مستوى اللبنانيين بالخارج ستكون الأعداد قليلة جداً, وهذا الأمر بالتأكيد يتعلّق بتطوّر الأحداث, وكيف سيتفاعل الجنوب معها”.
وأشار إلى أن “المؤشرات حتى اليوم توحي بأنه لن يكون هناك حركة سياحية, حتى من قبل اللبنانيين, وبالتالي سنكون أمام مشكلة كبيرة”.
وشدّد على أن “الخوف الأكبر أن تكون الحرب طويلة, فإذا كانت طويلة, يعني أنها حرب استنزاف, سواء شارك فيها لبنان بشكل شامل أو لا, وبالتأكيد الإستنزاف سيؤدي في النهاية إلى إنهيارات في كثير من القطاعات الإقتصادية, وليس مستبعداً أن نبدأ باحتساب خسارة الموسم الصيفي المقبل إذا طالت الحرب”.
ورأى أن “إقتصاد لبنان, “هش” جداً, وكان بدأ يستعيد أنفاسه, رغم استمرار أزمة الإنهيار, لكن مع تداعيات هذه الحرب واستمرارها, فمن المؤكد أننا سنكون أمام مشهد إقتصادي أسوأ”.
وخلُص فرح, بالإشارة إلى أن “الحكومة لن تحصل من إيرادات الموازنة التي رسمتها, بغض النظر عن ما سيحصل بهذه الموازنة, إلا أن الأكيد أن هذه الإيرادات ستكون أقل بكثير من تقديرات الدولة, لأنه ليس لدينا إقتصاد يمكنه ان ينتج لدفع الضرائب”.