رأى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن “زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لم تكن كسابقاتها, بحيث حفلت بثلاث عناونين أساسية هي, الإستحقاق الرئاسي, التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون, ومن ثم طرح ضرورة تنفيذ القرار 1701”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال العريضي: “على صعيد الإستحقاق الرئاسي, تبيّن أن لودريان لم يسجّل أي خرف على الإطلاق, وبالتالي لم يكن بنداً أساسياً, إذ طرحه بشكل متفاوت مع كل من التقاهم, لكنه كشف بأن هناك إصراراً دولياً وتحديداً فرنسياً وأميركياً وسعودياً لأجل أن يكون للبنان رئيس للجمهورية, لمواجهة ومجابهة تحديات المرحلة”.
وبناء على ذلك, اعتبر أنه “يجب أن يكون هناك رئيس في أقرب وقت ممكن, ولا يُخفى أنه وفي ظل رفض البعض وتحديداً التيار الوطني الحر, وربّما حزب الله, لوصول قائد الجيش العماد جوزاف عون, فإن الخيار الذي قد يرضي جميع الأطراف كان طرح مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري, كونه على مسافة واحدة من كل القوى, ونجح في مهمّته على الحدود وفي الداخل, ولديه كفاءات سياسية, وأمنية, وعلمية, وعلى هذه الخلفية تمّ التداول باسمه بقوة”. وأضاف, “البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي, والنائب غسان سكاف, ومن إلتقوا بلودريان من المقربين من بكركي عادوا وطرحوا اسم رئيس جمعية خريجي هارفارد حبيب الزغبي والوزير السابق زياد بارود”. وتابع, “حتى الساعة لا يمكن القول أن هناك إنتخاب لرئيس الجمهورية وربّما هذا المعطى موضوع في ثلاجة الترقّب والإنتظار, لما له من صلة بحرب غزة والجبهة الجنوبية, بمعنى أن هذا الإستحقاق بعد حرب غزة, ليس كما قبلها”. وقال: “لوحظ أن لودريان ومن خلال معلومات مؤكّدة, أثناء إجتماعه بأحد المرجعيات السياسية, قال لهم انتبهوا بلدكم في خطر, وقد تجرّ عليه الويلات والنكبات, فاحذروا جيداً, فمجرّد دخول لبنان في الحرب, فإن بيروت ستتحوّل إلى غزة, وسمعنا هذا الكلام من الإسرائيليين, والأميركيين يقولون نفس الكلام, فلا تقحموا بلدكم في الحرب”. وحول القرار 1701, كَشف أن “هناك تدوال دولي بقوة في هذا القرار, لناحية الإلتزام به, وإلا أن الفصل السابع جاهز كما قال لودريان, ولم يخفِ ذلك, إذ أشار أن المستوطين لن يعودوا إلى ديارهم قبل أن يكون هناك أمن واستقرار وهذا ما تسعى إليه إسرائيل, التي تحاول العودة إلى خط الليطاني ورفع منسوب عملياتها العسكرية البرية والجوية والبحرية لتأمين الإستقرار للمستوطنات المذكورة”. وكشف أن “لودريان كان قاسياً عندما قال أن الفصل السابع جاهز, وكرر ذلك أكثر من مرة”. وقال: “بعد زيارة لودريان وطرحه هذا الموضوع, ثمّة تأكيد بأن فرنسا وواشنطن قالوا للذين التقوهم, وتحديداً الكلام المقتضب الذي تطرّق إليه الموفد الفرنسي خلال زيارته لرئيس التيار الوطني الحر النئب جبران باسيل, بما معناه التمديد لقائد الجيش يجب أن يحصل لأكثر من ضرورة, وعندما رفض باسيل الكلام, عندها جمع ملفه لودريان, وغادر وبدا متجهّماً منذ لحظة وصوله لأنه كان يدرك أنه سيصل إلى هذه اللحظة”. وخلُص العريضي, إلى القول: “إذا لم تتم معالجة كل الملفات الداخلية, من الموازنة, ووقف الضرائب, وفتح الدوائر العقارية, وتسهيل أمور الناس, ولا سيّما أن هذه المسألة باتت مطلباً وطنياً جامعاً, وقد كان للنائب فريد هيكل الخازن دور أساسي عندما زار المرجعيات السياسية, وكان حاسماً في ضرورة فتح هذه الدوائر, وبات مطلباً جامعاً من أجل تسهيل أمور الناس, ناهيك إلى تأمين الأرضية الملائمة قبل الأعياد لعودة المغتربين اللبنانيين, ولكن كل ذلك مرتبط بحرب غزة والجبهة الجنوبية, فإما يشتعلا من جديد, وإما لبنان ينعم بالإستقرار والهدوء”. |