اتهم الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي “أمان”، عاموس مالكا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتعظيم قوة حركة حماس، ضمن هدف استراتيجي يرنو إلى “تقويتها على حساب السلطة الفلسطينية”، ومن ثم التصدي إلى حل الدولتين.
ونقلت صحيفة “غلوبس” العبرية، عن مالكا “على الرغم من فشل أجهزة الاستخبارات والجيش في التصدي لهجوم السابع من أكتوبر، إلا أن نتنياهو يتحمّل مسؤولية أكبر بكثير، بعد أن اتبع سياسات تقوم على الفصل بين الضفة الغربية وغزة من خلال تقوية شوكة حماس، ومن ثَمّ إضعاف السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يعدّ حائلًا أمام دولة فلسطينية في المستقبل”.
واستغرب الجنرال الإسرائيلي كيف فشل الجهاز الذي كان يقوده حتى العام 2001 ،في التصدّي لهجوم السابع من أكتوبر، في وقت كان قد وضع الكثير من التقارير على طاولة المستوى السياسي تُحذِّر من هجوم وشيك، وفي وقت يتمكّن الآن من جمع معلومات استخبارية نوعية تسهم لصالح العمليات الحربية في غزة.وأشاد بالتحول من نظام جمع المعلومات الاستخبارية المستند إلى العنصر البشري، وتكثيف الاعتماد على الاستخبارات القائمة على وسائل تكنولوجية، وذكر أن الوسائل التكنولوجية أثبتت كفاءة، ولكنه حذَّر من تداعيات أخرى في منظومة جمْع المعلومات على الأرض، وقال إن هناك مؤشرات على تجاهل تلك المنظومة، داعيًا إلى دراسة الأمر بدقة.
الصفقة الأخيرة
وذكر مالكا أن إسرائيل تضع على رأس أولوياتها حاليًّا مسألة تحرير باقي الأسرى، وأنه حتى الآن أُطلق سراح جزء من النساء والأطفال، ويبقى الجزء الآخر في غزة، في قبضة تنظيمات على رأسها حماس، وقال إن الثمن الذي دفعته إسرائيل لم يكن بسيطًا، وتوقع ثمنًا أكبر فيما هو قادم.
ودعا إلى ضرورة استيفاء كل الطرق لإعادة باقي الأسرى قدر الإمكان، وحتى لو بالشروط نفسها الصفقة السابقة، ورأى أن شروط تلك الصفقة كانت جيدة ويمكن التعاطي معها بعد ذلك
لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة، وأن الثمن سيكون أكبر بكثير، وسيتطلب الأمر مفاوضات أكثر تعقيدًا، لو وضع بالاعتبار أن الحديث يجري هذه المرة عن جنود ومجندات وأشخاص ناضحين، ولفت إلى أنه على قناعة بأن مفاوضات تُجرى بالفعل في هذا الصدد.
وذهب إلى أن أصعب ما في الأمر ستكون ما أسمَّاها “الصفقة الأخيرة”، والتي رأى أنها ستكون ورقة اللعب الأخيرة في يد زعيم حماس العسكري، يحيى السنوار، وأنه لا يوجد مؤشر عملياتي على أن السنوار مستعد للتخلي عن هذه الورقة، بدليل العودة إلى الحرب.
وقدَّر أن الورقة التي يتحدّث عنها أو الصفقة الأخيرة “ستشهد مطالبة السنوار بكل الثمن الذي يريده من البداية، ومن ذلك حتى وقف الحرب كليّة، مقابل تلك الصفقة الأخيرة”.
فخ حماس
وحذَّر مالكا الحكومة الإسرائيلية من هذه المرحلة، وقال إنها مرحلة “الفخ” الذي تنصبه حماس، قائلا : “يحظر السقوط في هذا الفخ، أو أن تعطي إسرائيل ميزتين لحماس في آن واحد، أي: إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل، وفي الوقت ذاته بقاء سلطة الحركة قائمة على قطاع غزة”، داعيًا الحكومة الإسرائيلية لمواصلة المفاوضات فقط بالتزامن مع القتال، وليس من دونه.
وأوضح أنه يتعيّن على إسرائيل أن ترصد ما إذا كانت أي صفقة مقبلة لن تؤثر على الهدف المحدّد بتصفية حماس، أو على الأقل خروج كل قيادات الحركة من غزة، ونزع سلاح القطاع بشكل كامل، وقال: “لو لم يحدث ذلك فإننا إذن لم ندمر قدرات حماس العسكرية والسياسية”.
وتوقَّع أنه على غرار المرحلة السابقة من الحرب في شمال قطاع غزة، والتي أدّت من وجهة نظره إلى تحرير عشرات الأسرى الإسرائيليين، فإن الضغط العسكري في الجنوب في تلك المرحلة هو الذي سيؤدي أيضًا إلى إطلاق سراح المزيد منهم.
الشراع
الوسوم