“من الحجارة إلى الصاروخ”/ محمد المشهداني

داوود أنتصر على جالوت بالحجارة.
والحجارة هي سلاح الأرض الفلسطينية والعربية  والصاروخ سلاح الجو والبحر الفلسطيني.
ويعتبر العديد من الفلسطينيون هذا التقليد رمزي ووطني  على أنه يعود بشكلٍ مباشر إلى انتفاضة الفلاحين التي اندلعت عقب الحرب المصرية العثمانية بين عامي1831-1833. عندما اجتاح إبراهيم باشا فلسطين وفرض سياسات جباية ضرائب قاسية والتجنيد على الفلاحين المحليين. وقد أُستخدم رمي الحجارة كسلاح ضد الإستعمار و الإحتلال في فلسطين و الدول العربية.
وخلال الثورة العربية في فلسطين في الفترة ما بين  عامي  1936 إلى 1939. ضد السلطات البريطانية الانتدابية، لعب رمي الحجارة دورًا مهمًا، ولو كان ثانويًا بعد الأسلحة النارية، في أكتوبر العام 1936. تم استخدام قانون العقوبات الجماعية لفرض إجراءات عقابية على القرى المشتبه في تورطها في رمي الحجارة على المركبات المارة. قام مفتش منطقة نابلس، هيو فوت، بنشر إشعار يحذر فيه من أنه لن يتم معاقبة فقط الأولاد الذين يقومون برمي الحجارة، ولكن أيضًا آشبائهم وأولياء أمورهم.
في أكتوبر العام  1933، نفذ العرب الفلسطينيون إضرابًا ونظموا عدة تظاهرات في مدن  نابلس وحيفا ويافا احتجاجًا على الهجرة اليهودية والصهيونية . فتحت قوة الشرطة الفلسطينية _ البريطانية  الانتدابية النار على حشد من العرب المحتجين الذين رموا الحجارة على بنك باركليز في نابلس، مما أدى إلى إصابة العديد منهم. قتل أربعة محتجين عرب كانوا من بين حشد يقوم برمي الحجارة على مركز شرطة فلسطين الانتدابية في نفس اليوم؛ وقعت حوادث مماثلة أيضًا في يافا. أدت هذه الأحداث في النهاية إلى مقتل 26 عربيًا وشرطي واحد وإصابة 187 آخرين بجروح أثناء قمع الإضرابات من قبل قوة الشرطة الانتدابية.
وكذلك يشارك الأطفال والشباب  الفلسطينيون بشكل روتيني في حوادث رمي الحجارة. تصدر المحاكم العسكرية الإسرائيلية سنويًا أحكامًا بحق ما يقرب من 700 طفل فلسطيني بتهمة رمي الحجارة. ووفقًا للقانون العدو  الإسرائيلي لا يجوز اعتقال الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا ولا احتجازهم، ولكن تم احتجاز صبي لا يتجاوز عمره 7 أو 9 سنوات.
يشتبه بأنه قذف حجرًا على حافلة، لمدة 4 ساعات في 30 أبريل في العام 2015. ووفقًا لريم بهدي تم اعتقال 6500 طفل في الفترة من العامي 2000 إلى 2008 بتهمة رمي الحجارة.
وفي احتجاجات غزة الحدودية الكبيرة في العام 2018. يُقال بأن بعض النساء الغزاويات جمعن الحجارة للشباب الذين أصيبوا بسبب غازات الدموع.
وأن قصة الحجارة  قبل العام 2001. لم تكن تستوعب الصواريخ أي قبل 22 عاما بدأت فصائل المقاومة الفلسطينية في تصنيع صواريخها من صاروخ قسام 1و2 بدائي الصنع ويحلو للبعض وصفه بصاروخ اعمى وضعيف الأنفجار وبمدى أربعة كيلو متر لكن هذا القسام كان قد تطور وأصبح خطيرا لقد كانت الساعات الثانية صباحا من يوم 26 أكتوبر العام 2001. ساعة محورية ونقله نوعية في تاريخ القضية الفلسطينية و الفصائل المقاومة الفلسطينية بيان تأريخي يعلن قصف مدينة سديروت شمال قطاع غزة بعدة صواريخ . وإن  أول صاروخ يشبه أول حجارة  بينهما عقود السنوات وانتفاضتان الحجارة في الإنتفاضة الأولى والصاروخ في الإنتفاضة الثانية وفي العام 2005. أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية  صاروخ قسام 3 بمدى 17 كيلو مترا ويصل عسقلان مدينة الميناء والأولى في التجارة للعدو الإسرائيلي وفي العام ذاته شارون وموشيه وجنودهما ينسحبون من قطاع غزة فالتكاليف الأمنية والاقتصادية لاحتلالها كبيرة جدا. اعتقد شارون ان الانسحاب سيعني وفرة اقتصادية لإسرائيل وصار توقعه وظن ان السلطة الفلسطينية ستجلب الأمن للعدو الإسرائيلي وقد خاب ظنه فوز حركة حماس _المقاومة الإسلامية في إنتخابات فلسطين التشريعية في العام 2006. ورفض العدو الإسرائيلي والسلطة بهذه النتائج بهذا سيعني أن المقاومة المسلحة ستسيطر على قطاع غزة ويصاب شارون بجلطة دماغية  ويدخل غيبوبة لمدة 8 أعوام دون أن يسترد وعيه ويصاب العدو الصهيوني بقرابة 50 ألف صاروخ لسنوات التالية والقادمة.
وبدء الحصار العدو الصهيوني على قطاع غزة في العام 2009. بعدها يعيش قطاع غزة تحت الحصار العدو الإسرائيلي كامل من البر والبحر والجو. وخلال الحرب العدو الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2008. كان الهدف المعلن هو تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية وفي ذات الحرب أطلقت المقاومة الفلسطينية صاروخ قدس بمدى 40 كيلو مترا وفي حرب العام 2012. قصف العدو الإسرائيلي قطاع غزة من البحر و الجو وحشدت حوالي 48 ألف جندي حولها والهدف هو تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية وفي تلك الحرب تكشف المقاومة الفلسطينية عن صواريخ براق 70 ام_75. بمدى يصل 80 كيلو مترا وفي حرب العدو الصهيوني على قطاع غزة في العام 2014. 60 الف غارة صهيونية وتوغل بري والهدف هو تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية.اطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية صواريخ بدر 3 _ و160R. بمدى 160 كيلو مترا استهدفت لأول مرة مدينة حيفا المحتلة ولأول مرة تستخدم فصائل المقاومة الفلسطينية الطائرات المسيرة وفي حرب العدو الصهيوني على قطاع غزة في العام 2021. قال العدو الإسرائيلي سندمر البنية التحتية لفصائل المقاومة الفلسطينية تماما. بعدها أطلقت المقاومة الفلسطينية صاروخ عياش بمدى 250 كيلو مترا الذي  استهدف مطار رامون الدولي أقصى جنوب العدو الإسرائيلي وكذلك ضربت تل أبيب ب130 صاروخا وهكذا تخبرنا الوقائع أنه بعد كل حرب يشنها العدو الإسرائيلي تحت شعار وعنوان هو تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية ونجد أن سلاح المقاومة الفلسطينية في الحرب التالية اصبح أقوى ثم جاءت في العام 2023. من قطاع غزة بعملية طوفان الاقصى المباركة الذي لم يسبق لها مثيل في تاريخ العدو الصهيوني.  أن فصائل المقاومة الفلسطينية هاجمت قوات العدو الإسرائيلي في يوم 7 أكتوبر اليوم الانتصار التأريخي في غلاف غزة واقتحمت المستوطنات الإسرائيلية وأسرة عدد كبير منهم وحضرت الأسلحة والأجهزة التقنية الحديثة الجديدة بتكنولوجيا تشويش وقوات من المظليون وقوات بحرية ومنظومات صاروخية جديد على المشهد ومسيرات بأنواعها وغيرها.
هكذا تساؤل الإسرائيليون اين هو بيجاسوس الذي كنا نتجسس به على كل العالم والشرق الأوسط ونبيعه لمن يهمه الأمر وأين تدمير قدرات والبنيةالتحتية للمقاومة الفلسطينية الذي تتحدث به حكومتنا قبل عدة سنوات.
___________________
أنها حروب الجيل الرابع.
شباب سلاحهم الحجارة والمولوتوف و صواريخ  وقذائف وايمان وصلابة وثبات لا يتزعزع وغيرها هكذا يقول الكولونيل الأميركي توماس هايمس. صاحب كتاب المقلاع والحجر.
حروب الجيل الرابع بالعقود وليس بالسنوات قاتل الفيتناميين لمدة 30 عاما وانتصروا وهزمت طالبان الإحتلال الأمريكي لأفغانستان بعد عقدين من غزو أفغانستان وحاربت المقاومة العراقية الإحتلال الأمريكي للعراق بعد العام 2003. اللان. وهكذا يستقبل العدو الإسرائيلي قرابة 50 ألف صاروخ فلسطيني و هكذا يصر العدو الصهيوني على تكرار أخطائه. تخطئ بإهمال مركزية المسجد الأقصى المبارك ويحاول تقسيمه كل مرة ألم يأت أول صاروخ للمقاومة الفلسطينية في العام 2001. بسبب  زيارة العدو شارون للمسجد الأقصى المبارك ويتخطى العدو الإسرائيلي في قطاع غزة تعاقبها على مدار 75 عاما خلال الانسحاب منها دمر مستوطناتها كي لا تتركها لأي شخص فلسطيني. واتبعت إستراتيجية قص العشب في قطاع غزة كل عدة أعوام اي شن حرب قصيرة كل فترة واخطىء في حصارها ولا يمكن سجن مليوني انسان دون دفع ثمن باهظ حتى الجدران والعرائق الأكثر تعقيدا وباهظة الثمن يمكن اختراقها بكل سهولة بواسطة شيء بسيط . جرافة بسيطة يتصاعد منها الدخان هكذا قال النائب الإسرائيلي جدعون ليفي. واخطىء في تقرير نجاح سياستها في الفصل والأبعاد بين ثلاث وهي قطاع غزة وعرب 48 والضفة الغربية . واخطئ العدو الإسرائيلي في الأهداف أولا ويخطئ ألوف القتلى من المدنيين اما عن تدمير المقاومة الفلسطينية فلا يكون بشهادة كل الصواريخ.
والان الهدف الجديد للعدو الصهيوني هو تهجير أهل قطاع غزة واحتلالها فهل اخطئ العدو الإسرائيلي.
وعندما أخفقت الجيوش العربية في حربي النكبة والنكسة أصبح الكثير من الفلسطينيون لاجئين وبهزيمة الجيوش النظامية انخفظت المطالب العربية فبدل تحرير فلسطين كلها اصبح الحديث عن حدود العام 1967. وبدل الحديث عن القدس كلها صار الطلب عن القدس الشرقية فقط.
أن التهجير الإسرائيلي للفلسطينيون لم يكن الحل في الماضي لأمن العدو الإسرائيلي من مخيمات اللجوء ولد الجيل  الرابع من الحرب وبدأت المقاومة الفلسطينية بحرب تقليدية لا تكتفي بالحجارة ولا تنتهي بالصاروخ تلك التي تحدث عنها الكولونيل  الأميركي توماس هايمس والمقاومة إياها هي التي كسرت العدو الإسرائيلي تلك التي أجبرت  أذهان العدو الصهيوني على التفاوض لتحقيق الأمن.
أن قاعدة إطلاق الحجارة المتطورة أياها تلك التي دفعت بالأحداث في اتجاه مختلف و هكذا عرفنا مفاوضات مدريد للسلام واتفاقية أوسلو  التي هدأت الحجارة والتعهد العدو الإسرائيلي في إقامة دولة فلسطينية لم يتم وطال الأمد على العدو الصهيوني حتى ظن العدو بنيامين نتنياهو أن توقيع الرئيس الأميركي  الأسبق دونالد ترامب عن الجولان المحتل و ومدينة القدس المحتلة  قد تنهي القضية الفلسطينية لا بل أصبحت القضية الفلسطينية بكل قوتها الآن .
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان سنكسر أيدي الفلسطينيون كي لا يرموا الحجارة  وها هم الآن الفلسطينيون منذ العام 2001. والى الآن يرمون الصواريخ بدلا الحجارة أخطأت يا موشيه ديان الفلسطينيون هم سوف يكسرون أيديكم أيها الغاصبين المحتلين.
وتستمر المقاومة في محاربة العدو الإسرائيلي وإرعابه.

محمد المشهداني _ الشراع