ركز جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته المكثفة في جنوب قطاع غزة، للمرة الأولى منذ بداية الحرب على القطاع، بعدما تركزت الضربات سابقاً في الشمال، في مؤشر إلى توسيع العمليات البرية نحو الجنوب.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات في شمال القطاع وجنوبه، مقيماً أحزمة نار في مناطق بالجنوب يُفترض أن تكون آمنة. وترافق ذلك مع تقطيع القطاع إلى مربعات سكنية صغيرة، بخلاف الخطة القديمة التي كان يعمل الجيش بموجبها والتي تقوم على تقسيم القطاع إلى جزئين، شمالي وجنوبي.
وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط»، إنه تم رصد محاولات تقدم إسرائيلية من جهة «كيسوفيم» شمال شرقي خان يونس باتجاه دوار «المطاحن»، لكن مقاومة شرسة أفشلت ذلك.
وأوضحت المصادر أن التقدم يشي بمحاولة إسرائيل فصل وسط القطاع عن جنوبه، وبالتالي تقسيم قطاع غزة إلى 3 أقسام وليس قسمين، ما يسهّل تقسيم كل منطقة إلى مربعات.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ في غزة غارات مكثفة طالت أكثر من 400 هدف في أنحاء القطاع، بما في ذلك 50 هدفاً في منطقة خان يونس، وشمل ذلك بنية تحتية مزعومة لـ«حماس» ومسجداً لـ«الجهاد الإسلامي».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه يتم استهداف خان يونس للاعتقاد بأن بعض قادة «حماس» موجودون في المدينة، مشيرة إلى خطط للجيش الإسرائيلي لتوسيع العمليات البرية إلى هناك.
ومساء السبت، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي رونان بار صادقا على خطط عسكرية لمواصلة القتال في قطاع غزة خلال اجتماعهما السبت. ونقلت الهيئة عن هاليفي قوله في الاجتماع: «نحن نركز على تفكيك (حماس) بشكل أكبر، وتهيئة الظروف لعودة المزيد من المختطفين».
جاء ذلك في وقت قسّمت فيه إسرائيل القطاع إلى مربعات.
وبدأ الجيش الإسرائيلي، السبت، في استخدام خريطة تقسّم قطاع غزة إلى مئات المناطق الصغيرة، بما في ذلك في جنوب غزة، حيث من المتوقع أن تعمل القوات البرية عندما يوسع الجيش الإسرائيلي هجومه.
ويريد الجيش استخدام هذه الخريطة بدلاً من المطالبة بالإخلاء الجماعي، كما فعل في الجزء الشمالي من غزة.
وطلب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية اللفتنانت كولونيل أفيخاي أدرعي، على منصة «إكس»، من الفلسطينيين في عدة مناطق في شمال غزة، بما يشمل جباليا والشجاعية والزيتون، الإخلاء إلى «الملاجئ المعروفة» في منطقتي الدرج والتفاح بمدينة غزة.
كما دعا الفلسطينيين في عدة مناطق في جنوب القطاع، بما يشمل خربة خزاعة وعبسان وبني سهيلا ومعن – القريبة من الحدود الإسرائيلية – إلى التوجه إلى ملاجئ في رفح.
كذلك طلب الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين الانتباه إلى أرقام مناطقهم ومتابعة التحديثات الصادرة منه.
ومحاولة تقسيم القطاع إلى مربعات تثير المخاوف من خطط طويلة للجيش في قطاع غزة تقوم على العمل من مربع إلى مربع.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن إسرائيل ستشن عملية عالية الكثافة في الأسابيع المقبلة، ثم عملية بكثافة أقل.
وطال القصف الإسرائيلي العنيف مناطق واسعة في غزة ودمر مربعاً سكنياً كاملاً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.