في إطار المساعي والضغوطات التي تمارسها الإدارة الأميركية مؤخراً، بغية دفع إسرائيل إلى تقليل الخسائر بين صفوف المدنيين في قطاع غزة، وجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نصيحة إلى إسرائيل.
فقد استحضر أوستن، خلال منتدى ريغان السنوي للدفاع الوطني في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا، تجربته السابقة في العراق، ودوره في قيادة التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.
وأكد، أنه “تعلم شيئًا أو اثنين عن حرب المدن عبر الأشهر الطويلة التي قضاها في القتال بالعراق خلال قيادته حملة التحالف الدولي لهزيمة داعش”.
كما أوضح أوستن أنه خلال تلك الحملة، عمد التحالف إلى فتح ممرات إنسانية للمدنيين من أجل استخدامها في الإخلاء حتى أثناء المعارك الصعبة والعنيفة”.
وقارن بين حال مقاتلي حماس وعناصر داعش، الذين كانوا أيضاً وفق تعبيره “متجذرين ومتغلغلين بعمق في المناطق الحضرية”، حسب ما نقلت وسائل إعلام أميركية.
إلى ذلك، أكد أوستن أن دفع القادة الإسرائيليين إلى حماية المدنيين ليس مجرد “مسؤولية أخلاقية”، بل ضرورة استراتيجية أيضاَ.
وقال: “لا يمكنك الانتصار في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين. فإذا دفعتهم إلى أحضان العدو، ستستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية”، في إشارة إلى دفع سكان غزة للالتصاق بحماس.
ومنذ أيام يواصل مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ ضربات دقيقة تستهدف قادة ومقاتلي حماس، وتتجنب إيقاع المزيد من القتلى بين المدنيين في غزة، لاسيما مع انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا، واستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت تتركز جنوب غزة.
أتت تلك المساعي مع تزايد الانتقادات أيضا لإدارة بايدن، الذي وقفت بقوة منذ تفجر الصراع في السابع من تشرين الأوّل إلى جانب إسرائيل، مؤكدة “حقها في الدفاع عن نفسها”، وتشبثت بهذا الموقف حتى بعد ارتفاع أعداد القتلى الفلسطينيين المدنيين إلى نحو 15 ألف، بينهم أكثر من 5 آلاف طفل.