منذ أيام عدة بدأت الولايات المتحدة تغير لهجتها تجاه إسرائيل، وتحثها علناً وسراً على تفادي استهداف المدنيين في قطاع غزة، لاسيما بعد وصول العدد إلى أكثر من 15.500 بينهم نحو 6000 طفل.
إلا أن التغيّر الأوضح جاء على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي.
فالرجل كان في بدايات الحرب التي تفجرت يوم السابع من تشرين الأوّل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، من بين أشرس المدافعين عن “حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها”. بل، قال في أحد المؤتمرات الصحفية في تشرين الأوّل: “الضحايا تسقط في الحروب والأبرياء يتضررون. فهذا أمر لا مفرّ منه”، وفق تعبيره! إلا أن هذا “الخيار الذي لا مفرّ” منه سقط في حديثه أمس.
فقد أكد خلال مقابلة مع شبكة “سي بي أس”، أنه لا يجب على الإطلاق أن يسقط ضحايا مدنيين في غزة. كما لفت إلى أن بلاده تعمل مع إسرائيل “لحملها على أن تكون أكثر حذرا ودقة في ضرباتها قدر الإمكان”. وفيما انتشر هذا المقطع على مواقع التواصل لاسيما عبر منصة “إكس”، علّق بعض المغردين متسائلين عن سبب تغير هذه اللهجة في خطاب الإدارة الأميركية التي بدأت مؤخراً وتحت ضغط الرأي العام الأميركي وخوفاً من الانتخابات الرئاسية الآتية، تدعو إسرائيل إلى تقليص عدد الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين. كما سخر البعض الآخر من تلك المحاولات الأميركية لاقناع السلطات الإسرائيلية، معتبرين أنها “نفعت فعلاً”. وكتب أحدهم: “يبدو أنكم نجحتم فعدد القتلى الفلسطينيين الأطفال بلغ 6000”!. وكانت آخر استطلاعات للرأي أظهرت تراجع شعبية الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن بين صفوف الشباب الديمقراطيين، جراء مواقفه من الحرب في غزة. كما تراجعت نسبة تأييده بين الناخبين المسلمين والسود. |