مخاطر عديدة تتسبّب بها القذائف الفسفورية في إطار إستمرار القصف الإسرائيلي العنيف إن كان في قطاع غزة أم على الجبهة الجنوبية اللبنانية، فما مدى خطورتها وتأثيرها على صحة الإنسان؟
في هذا الإطار، يؤكّد النائب عبد الرحمن البزري، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنه “لا أحد يستطيع أن ينفي خطر مادة الفسفور الأبيض سواء بالتعرض المباشر أو غير المباشر، لأن أخطارها عديدة خصوصًا على صحة الإنسان لناحية الحروق أو الإستنشاق، وبالتالي معالجتها صعبة ومعقدة وتحتاج إلى الكثير من الخبرات التي يجب أن يتم تدريب المسعفين والأطباء اللبنانيين عليها”.
ويُشير إلى مدى تأثير الفسفور الأبيض، موضحًا أنه “مادة حارقة وملوثة للتربة ومعدن يستطيع أن يتفاعل مع حرارة الشمس والماء وغيرها من العناصر الطبيعية، إلّا أن دخولنا إلى فصل الشتاء له إيجابيات وسلبيات تجاه هذا الامر، ومن الإيجابيات هي إنخفاض درجة الحرارة مما يسرّع في إلغاء فاعلية مادة الفسفور الأبيض مع الوقت، ومن السلبيات إن إختلاط الفسفور الأبيض في المياه له تأثير وقد يكون أحد أسباب تفعيل هذه المادة”.
من هنا، يُشدّد على أنه “المطلوب من وزارتّي الزراعة والبيئة إعداد ملف كامل حقيقي مدروس وموثّق عن الفسفور الأبيض ومخاطره، ويجب إعداد شكوى إلى المرجعيات الدولية بما فيها محكمة العدل الدولية وغيرها من الجهات المعنية التي ستؤمن للبنان تعويضات حتى ولو لم تدفع بشكل كامل كما حصل في الماضي”.
وإذْ يأسف البزري بأن “الحكومة اللبنانية أضاعت فرصة تاريخية خلال إنعقاد مؤتمر الأطراف COP28 في دولة الإمارات العربية المتحدة لعدم إثارة هذا الموضوع وإظهاره في أعلى منبر بيئي بالعالم”.
ويُشير في ختام حديثه، إلى أنه “من المفترض أن يكون هناك تقييم حقيقي للتأثيرات الصحية والبيئية التي حصلت نتيجة العدوان الإسرائيلي، خصوصًا أن الفسفور الابيض سيكون له مردود سلبي في بعض المناطق الجنوبية”.