فرنسا تُهدّد لبنان بـ”الفصل السابع” وبتطبيق القرار 1701 بالقوّة!

بفارق أيام قليلة من مغادرة مبعوث الرئيس الفرنسي الخاص للبنان جان إيف لودريان بيروت، وصل رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية برنار إيمييه في زيارة سرية إلى العاصمة اللبنانية بيروت، قادماً من تل أبيب.

وحمل رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية رسائل للمسؤولين اللبنانيين مرتبطة بحرب الجيش الإسرائيلي على غزة، والتطورات على الجبهة الجنوبية.

وطالب المبعوث الفرنسي من اللبنانيين تنفيذ القرار 1701، وإنشاء منطقة عازلة جنوب لبنان (بين خط نهر الليطاني والخط الأزرق على الحدود) لطمأنة سكان المستوطنات شمال إسرائيل، ممن يخشون العودة إلى مستوطناتهم بسبب وجود حزب الله على الحدود.


وكشف مصدر حكومي لبناني رفيع لـ”عربي بوست” أن رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية وصل إلى بيروت مساء الإثنين الماضي والتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، ومسؤول رفيع في حزب الله، وهو يحمل أجندة واضحة الأهداف تعتبر استكمالاً لزيارة جان إيف لودريان.

وبحسب المصدر، فإن المسؤول الفرنسي ناقش مع المسؤولين اللبنانيين مجموعة مطالب، أهمها: “تنفيذ القرار الدولي 1701، والذي أُقر بعد حرب تموز من العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، والدفع بإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان (بين خط الليطاني والخط الأزرق) لتطمين سكان المستوطنات الشمالية في إسرائيل ممن يخشون العودة إلى مستوطناتهم بسبب وجود حزب الله على الحدود.

التهديد بتطبيقه بالقوة من خلال تعديله في مجلس الأمن أو اللجوء إلى الفصل السابع لفرضه وإنشاء المنطقة العازلة بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي اللبنانية، وجعل المنطقة الواقعة جنوب خط نهر الليطاني خالية من السلاح والفصائل.

توسيع نشاط قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل) والسماح بتحركها دون التنسيق المسبق مع الجيش اللبناني.

سحب المجموعة العسكرية الخاصة في حزب الله، المعروفة بـ”قوة الرضوان”، وهي فرقة النخبة في الحزب، بعيداً عن الحدود الجنوبية باتجاه ما يُعرف بمنطقة “شمال الليطاني”، مع السماح بوجود مجموعات عسكرية أخرى للحزب ذات طابع دفاعي في قرى الجنوب اللبناني.

سحب عناصر كتائب القسام وسرايا القدس وقوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية، وفصائل أخرى كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة وحركة أمل، من الجنوب، ومنع أي نشاط لأي فصيل فلسطيني أو لبناني، ووقف مشروع طلائع طوفان الأقصى الذي أعلنت عنه حماس تحت طائلة الملاحقة داخل لبنان.

تمديد مهمة قائد الجيش العماد جوزيف عون لما يشكله المطلب من ضرورات مرتبطة بالحفاظ على الأمن اللبناني والإقليمي.

التركيز على وضع الجبهة الجنوبية مع إسرائيل وضرورة عدم التصعيد، وتحييد لبنان عن الحرب الجارية في قطاع غزة.

تكرار تأكيد الموقف الفرنسي على ضرورة تجنب مخاطر التصعيد على لبنان وردة الفعل الإسرائيلية، خاصة أن نتنياهو يضغط على الولايات المتحدة وفرنسا بدعم توجيه ضربة لحزب الله في لبنان بسبب رفض المستوطنين العودة لمدنهم وقراهم في الشمال دون ضمانات”.

من جهتها، كشفت مصادر لـ”عربي بوست” رفض حزب الله كل المقترحات الفرنسية الجاري طرحها، والتي تحمل في طياتها تهديداً مبطناً “للمقاومة”، وأن الحل يبدأ بوقف الحرب على غزة، وحينها تعود الجبهة الشمالية الإسرائيلية للهدوء تدريجياً.

وتعتبر المصادر ذاتها أن الحزب غير معني بتقديم تطمينات لإسرائيل، فيما إسرائيل غير جاهزة للتنازل للبنان عن حقوقه الطبيعية في الأراضي المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشمال قرية الغجر.

بالتوازي، يشير مصدر دبلوماسي عربي لـ”عربي بوست” إلى أن زيارة رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية إلى لبنان لم تكن مجدولة، وجرى ترتيب زيارته عقب زيارته لتل أبيب.

والتقى المسؤول الفرنسي كلاً من رئيس الموساد ديفيد برنياع، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وشعر بجدية “الاندفاعة الإسرائيلية” بضرب لبنان، الأمر الذي دفعه لترتيب زيارة لبيروت لتحذير المسؤولين من استمرار التصعيد جنوبي لبنان.

وتزامنت زيارة إيمييه مع وصول وفد فرنسي يضم دبلوماسيين ومسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الفرنسي إلى إسرائيل.

ويشير المصدر إلى أن الإدارة الفرنسية تحاول التوصل إلى حل دبلوماسي، في ما يتعلق بالحدود الشمالية مع لبنان، مؤكداً أن الوفد الفرنسي سيلتقي مسؤولين في وزارتَي الخارجية والأمن، إضافة للموساد.

وأضاف أن المسؤولين في إسرائيل أبلغوا الفرنسيين والأميركيين باستعدادهم للقيام بخطوة سياسية من شأنها تجنيب الحاجة إلى بدء حملة في الشمال قريباً، شريطة تنفيذ جملة مطالب متعلقة بوقف تمدد حزب الله وحماس في جنوب لبنان.