مواقف شكيب أرسلان ورفاقه كانت كفيلة بعدم ضياع فلسطين
في عام ١٩٣٨ ،شنت الصحف اليهودية حملة في سبيل إلحاق الجليل بالدولة الصهيونية ، كي لا يفصل بين هذه الدولة ولبنان.
فللصهيونية مطامع مباشرة في الأراضي اللبنانية،ويهمها أن يكون بين كيانها ولبنان حدود مشتركة.وقد حاول الصهاينة في لبنان وباريس أكتساب بعض القيادات الدينية والرسمية،واتصلوا بالأتراك واتفقوا معهم على ان يساعد كل منهما الآخر في لواء الإسكندرونة،وفي الجليل ولبنان.
في الوقت الذي كان الصهاينة يتآمرون على فلسطين ولبنان ولواء الإسكندرونة،كانت البلدان العربية تستعد لعقد مؤتمر عام ، تعلن فيه تضامنها ،وتعرب عن عزمها على مساعدة فلسطين.
عقد المؤتمر في بلودان وشارك فيه ٤٥٠ عضوا من جميع البلدان العربية،وممثلون عن بعض الاحزاب والجمعيات ،وزعماء، ورجال دين مسلمون ومسيحيون.في الجلسة الأولى انتخب الأمير شكيب أرسلان ومحمد علوية باشا والمطران حريكة لرئاسة المؤتمر والسيد رياض الصلح مراقبا عاما .وآخرين في بعض المواقع الآخرى المكملة.فأجمعوا على رفض مشروع التقسيم رفضا باتا.والفت ثلاث لجان سياسية،ومالية-اقتصادية،دعائية ،وتقدمت كل منها بمقترحات تبناها المؤتمر بشكل مقررات.وهذه هي المقررات السياسية:
“١-فلسطين جزء لا يتجزأ من الأقطار العربية.
“٢_رفض ومقاومة تقسيم فلسطين وإقامة دولة يهودية فيها .
“٣-الاصرار على إلغاء الانتداب ووعد بلفور،وإبدالها بعقد معاهدة مع بريطانيا تضمن للشعب الفلسطيني استقلاله وسيادته،وتأليف حكومة دستورية يكون للأقليات فيها ما للأكثرية من الحقوق والواجبات وفقا للدستور .
“٤- تأييد طلب وقف الهجرة اليهودية عاجلا،وإصدار تشريع يمنع انتقال الأراضي من العرب إلى اليهود.
“يعلن المؤتمر ان استمرار الصداقة بين الشعبين العربي والبريطاني يتوقف على تحقيق المطالب السابقة،وان اصرار إنكلترا على سياستها في فلسطين يرغم العرب اجمعين على اتخاذ اتجاهات جديدة،كما ان الإئتلاف بين العرب واليهود لا يتم إلا على هذه الأسس”.
واستمرت الثورة في فلسطين رفضا للسياسة الإنكليزية والمشروع
الصهيوني .
لو أستمر العرب بالتمسك بمقررات بلودان وبالدفاع عنها لما ضاعت فلسطين .
رئيس الحركة اليسارية اللبنانية
7كانون الأول 2023
الشراع