رأى مؤسس دار الحوار الصحافي بشارة خير الله أن “القرار 1701 تم خرقه مرّات عدة، وليس فقط خلال هذه الحرب، ومن قبل الطرفين اللبناني والإسرائيلي، والأخطر هو محاولة المجموعات الفلسطينية تحويل الجنوب إلى حماس لاند بدل فتح لاند، مما يشكل خرقاً للسيادة اللبنانية، وهذا ما يرفضه اللبنانيون كافة”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال خير الله: “أنا أحيي سنة لبنان الذين إنتفضوا على هذه الظاهرة فتواجد هذه المجموعات على الجبهة اللبنانية يخدم إسرائيل أكثر ما يخدم قضية فلسطين، وهذه المحاولة اليائسة لو نجحت لتسببت بحرب أهلية، فإذا كان هناك خلاف وإنقسام حول سلاح المقاومة، فكيف ستكون الحال لو وجد سلاح أخر جديد لا علاقة له باللبنانيين؟”. ولفت إلى أنه “في لبنان قوانين وقرارات لو طبقت لما وصل لبنان إلى ما هو عليه الآن، فلو طبق إتفاق الطائف كما يجب، ولو طبقنا الإتفاقات الدولية، ونصوص الدستور، لإصطلح الوضع في لبنان، ولو إلتزمنا بإعلان بعبدا لكنّا بالف خير، ولكن الجامع المشترك بين كل ما سبق هو عرقلة جهة لبنانية واحدة، لو تعاونت لتحول لبنان إلى جنة، وهذه الجهة تُعلي المصلحة الإيرانية على المصلحة اللبنانية”.
وأضاف “نحن نريد أن يحيّد لبنان عن كل المحاور والحروب، وأن يدافع جيشنا عن الحدود، فعندما إستهدف الجيش، كان يجب أن يرد بنفسه، علماً أن الإسرائيلي قام بكل المبررات كي يحيده، والواقع العملاني يفرض عليه الرد دون العودة إلى القيادة السياسية التي تأمره، ويجب أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية دون سواها”. وتابع “هناك من منع الجيش اللبناني من التسلح، وأنا لا يمكنني أن أنسى الهبة السعودية للجيش بقيمة 3 مليار دولار من الأسلحة التي أجهضها حزب الله كذلك فعل بهبة المليار دولار نقداً في العام 2015 ، فلو جُهز الجيش اللبناني لكان قادراً على رد العدوان”. وأكد أن “حركة حماس لم تنتصر في غزة، فالنتيجة هي الحقيقة الوحيدة، والنتيجة أن غزة تحولت إلى صحراء غير قابلة للحياة، والحقيقة أيضاً، أنه لن يدخل حجر بناء إلى غزة دون موافقة الإسرائيلي، ما قامت به حماس ليس إنتصاراً إنما صفعة قوية لإسرائيل، الجميع خاسر، ولكن الخاسر الأكبر هو الشعب الفلسطيني الذي دُمرت مدينته على رأسه، إيران سلّحت ودربت ولم تدخل الحرب، هي تنتظر أن تقبض الثمن، والأميركي فهم اللعبة فحيدها”. وشدد على أن “بيروت لن تكون غزة ثانية، وإن كان لإسرائيل مشكلة مع حزب الله، عليها حلها في الجنوب، فنحن لا دخل لنا كي ندفع ثمن دعم حزب الله لحماس، علينا تطبيق القرار 1701 وهذا قرار دولي، ليس من السهل تعديله، ولدى إعلانه كان مطلباً ملحاً لحزب الله، حصل بموجبه وقف لإطلاق النار في العام 2006، ولا بد من إحترامه وتطبيقه من قبل الطرفين اللبناني والإسرائيلي”. وأشار إلى أنه “كان لا بد للبنان في هذه الظروف أن يكون لديه رئيس جمهورية وحكومة أصيلة، ومدراء عامين جدد، يسيرون أمور البلاد، ولا بد من البحث عن المعطلين الذين يتلهون اليوم بحرب الجنوب وبالبحث عن مخرج قانوني لإستمرار قائد الجيش في مهامه بالحلال أو بالحرام، بدل أن تصب الجهود على إنتخاب رئيس تُعَدّل مع وجوده الأمور”. وإعتبر أنه “لا يمكن لحزب الله الإستفادة من نتائج الحرب لتحويلها لمصلحته في إنتخاب رئيس للجمهورية وفي إيصال الوزير سليمان فرنجية إلى الرئاسة، فالمعارضون له لا يزالون على رأيهم، بل أصبحوا أكثر تشدداً، ولن يسقطوا في التجربة التي أدت إلى وصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة مرة اخرى، فهذه التجربة كلفت الكثير”. وختم خير الله بالإشارة إلى أن “معلومات صحافية تؤكد أن التمديد لقائد الجيش لمدة ستت أشهر يعين خلالها رئيس أركان بات منتهياً، ولكن في تقديري لم يحسم الأمر بعد، وقد يتجه مجلس الوزراء إلى تعيين مجلس عسكري يتولى القيادة إن لم يمدد لقائد الجيش، والعقدة تتمثل بالخلاف القائم بين وزير الدفاع والقائد “. |