رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى، أن “زيارة البطريرك الراعي للجنوب لم تكن فقط من اجل التضامن مع الأهالي والنازحين، انما والاهم للتعبير ضمنيا عن رفض بكركي للأمر الواقع الذي يفرضه حزب الله تحت شعار “الطريق الى القدس”، لاسيما ان الحزب يعتبر الجنوب ملكية خاصة له، ويتعاطى مع الدولة اللبنانية على انها حديقة خلفية لنظام الملالي في ايران، ان لم نقل تابعة للولي الفقيه”.
وأضاف في حديث لـِ”الأنباء”، ان “الزيارة أتت بخلفية التأكيد على ان الجنوب لجميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية وحتى الحزبية، بدليل التقائه بحفاوة خلال الزيارة مع عدد من المرجعيات الروحية على المستويين الإسلامي والمسيحي”.
ولفت متى الى، ان “الطريق الى القدس” من وجهة نظر بكركي، كما دار الفتوى والمجلس المذهبي للموحدين الدروز، وسائر المرجعيات الروحية في لبنان، لا ترصف بأحجار بيوت الجنوبيين التي دمرها القصف الاسرائيلي، ولا تعبد بدماء شهداء الجيش والمدنيين، انما بالتمسك بمبادرة السلام التي أطلقتها القمة العربية في بيروت في اذار 2002 تحت عنوان حل الدولتين، فكفى مزايدات تمويهية وتضليلية من قبل حزب الله، على حرص اللبنانيين على القضية الفلسطينية، وعلى حق الشعب الفلسطيني بأن تكون له دولة سيدة ومستقلة، فالجنوب ليس ولن يكون لا مرتعا للفصائل الإيرانية، ولا صندوق بريد بين طهران والغرب”.
وردا على سؤال، لفت متى الى ان دعوة حماس الفلسطينيين في لبنان للانخراط في صفوف ما يسمى بـ طلائع طوفان الأقصى ليست بريئة، انما تنطوي على نوايا مبيتة لا غاية منها سوى قطع الطريق امام كل إمكانية لتطبيق القرار الدولي 1701، وذلك بتوجيه من حزب الله، لكونه المتضرر الأكبر من تطبيقه، وبالتالي من انتشار الجيش في الجنوب، وثانيا لكونه الموجه الوحيد لحركات المقاومة في لبنان، والراعي الرسمي لمسرحية “توحيد الساحات”.
واعتبر، ان “ما اراده حزب الله في خلفية هذا الطعم تحت مسمى “طلائع طوفان الأقصى”، هو وضع اللبنانيين امام خيارين لا ثالث لهما، اما ان يكون هو صاحب الامرة في الجنوب وطي صفحة القرار 1701، واما العودة الى لغة التسلح الفلسطيني، انما هذه المرة تحت عنوان “حماس لاند”، داعيا بالتالي ما تبقى من السلطة اللبنانية، الى التحلي ولو لمرة واحدة بالكرامة الوطنية، واتخاذ الإجراءات الأمنية والقضائية المناسبة، بحق كل من يتجرأ على استباحة سيادة لبنان والعبث بأمن اللبنانيين”.