اعتذروا من جمال عبدالناصر

باب المندب  ،هو ربما اخطر ممر لشريان مائي متعدد التواصل بين البحار في بلاد العرب …فهو يوصل بحر العرب بالبحر الاحمر،  وهو بحر عربي ، ويوصل بين هذا البحر وخليج العقبة ، وهو بحر عربي ، ويوصل الى قناة السويس المصرية العربية ، وتطل على هذه البحار بلاد عربية هي اليمن والسودان  والاردن وفلسطين ومصر …
الجهة الوحيدة الفاعلة في هذا الممر هي جماعة انصار الله الحوثية ، من دون ان نغفل ادوار.الدول الأخرى ، ومن ضمنها الكيان الصهيونى.
وليس من المصادفة ان يكون الصراع الآن ، ومنذ انفجار عملية  طوفان الاقصى التي نفذتها  حركة حماس في غزة ، ضد العدو الصهيوني في 7/10/2023  هو المسرح الذي يعتليه  الطرفان لتوجيه رسائل سياسية وعسكرية ، ربما هي اكثر تأثيراً من رسائل الفصائل المسلحة العراقية…التي تتحرك كرد فعل على العدوان الهمجي الصهيوني على قطاع غزة ، مثلما تتحرك المقاومة الاسلامية في لبنان.
غير ان هذا ليس هو الموضوع ، لأن الاساس هو في محاولة تجهيل اهمية هذا الممر ، لكل  الدول والمرافق العربية والمصرية تحديداً، التي يتحكم بها ، وصولاً الى  الإعتراف بأهمية الوجود العسكري المصري في اليمن خلال السنوات الممتدة من 1962الى 1967.
الدور الامني و
الحضاري والقومي والانساني المصري في اليمن
في تلك الفترة ، هو الذي ما زال يتعرض للتجريح والتطاول ، على الرغم من الدروس التي يقدمها انصار الله  لمن يجهل او يتجاهل او لا يريد ان يفهم ، انه كان حقاً مشروعاً لمصر ، لأنه دفاع عن الامن القومي العربي والمصري
تحديدا.
فمصر في اليمن  ،تؤمن الملاحة وتحفظ امنها وامن السعودية والسودان والاردن ، وتحفظ بحار الاحمر والعقبة وقناة السويس ومدنها الممتدة على طول  القناة ،
وفي اخطر مهماتها انها تحاصر العدو الصهيوني في ميناء ام الرشراش …
نحن لا ندعو الى شن الحرب على العدو الذي يعتدي علينا وعلى اهلنا في فلسطين .. بل نحن ندعو العرب الى إفهام العدو ان  لديهم سلاحاً في الامن والاقتصاد والتجارة الدولية .. يفرض على العالم كله احترامه وتقدير عواقبه ، وان جرائم العدو الصهيوني   ضد الشعب الفلسطيني لا يمكن ان تمر من دون عواقب ..
عودة الى الموضوع ..مرة اخرى ..
فعندما يكون هذا هو دور باب  المندب ، سنفهم اهمية الدور المصري في اليمن المطل عليه ، حماية لأمن مصر والعرب ، وليتوقف النواح واللطم والتطاول على الدور المصري العظيم في اليمن ، وليعتذر ا الذين حاربوا جمال عبد الناصر في اليمن … وليعتذر الذين ما زالوا -على الرغم من سطوع شمس الحقيقة -عن انكار اهمية وجود مصر في اليمن .. ونحن لا نحتاج الى تذكير بعضهم ، ان جمال كان مد الحضور المصري الى قرب منابع النيل ، وهو شريان الحياة للمصريين منذ بدء الخليقة ، وها هو مهدد  في الصميم ، وما كانت اثيوبيا لتجرؤ على المس بحقوق مصر المائية ، لو كانت مصر قريبة منها في البمن ، وحسناً يفعل الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يزود البحرية المصرية بحاملة طائرات ، وبغواصات وبأحدث الطائرات والقاذفات بعيدة المدى ، فالأمن القومي المصري يبدأ جنوباً  من منابع النيل ، والوجود المصري في اليمن ، هو     دفاع عن امن ارض الكنانة
الشراع