أطلق رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، نداءً إلى العالم لمساعدة لبنان على مواجهة أزمة النزوح السوري، محذراً من أن البلد بات «على شفير الانهيار الكلي… ولن نبقى مكتوفي الأيدي»، ومعلناً أن تكلفة النزوح السوري تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وفق التقرير الأخير للبنك الدولي.
وجاء نداء ميقاتي خلال مشاركته في المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، حيث دعا المجتمع الدولي إلى «التشارك في تحدي معالجة النزوح السوري، ووضعه في سلم الأولويات». وقال: «لن نبقى مكتوفي الأيدي ونتلقى الأزمات المتتالية، وأن يعتبرنا البعض مشاريع أوطان بديلة، بل سننقذ وطننا، وسنحصّن أنفسنا؛ لأننا أصحاب الحق أولاً وأخيراً في العيش بوطننا بعزة وكرامة». وأضاف ميقاتي، أن اللبنانيين «يرفضون أن يبقى هذا الجرح نازفاً في خاصرتهم، ومن حقهم أن يتخذوا الإجراءات التي يرونها مناسبة لحماية وطنهم وأنفسهم».
من جهة أخرى وعلى صعيد المواجهات المستمرة في جنوب لبنان، أكدت مصادر مطلعة في باريس، أن هناك تنسيقاً فرنسياً – أميركياً؛ بحثاً عن آلية مناسبة لتنفيذ القرار الدولي رقم 1701، وتبدو باريس أكثر انخراطاً في الجهود الدبلوماسية من غير أن تكون الأكثر قدرة على التأثير على الأطراف المعنية.
ومع زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت نهاية الأسبوع الحالي ثم الزيارة التي باتت شبه مؤكدة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان يومي 21 و22 الحالي؛ بحجة لقاء الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار «يونيفيل» تكون الدبلوماسية الفرنسية قد ارتقت في مستوى التواصل وسرّعت وتيرته. وكان لافتاً مساء الثلاثاء التعميم الصادر إلى الصحافة عن قصر الإليزيه الذي أشار إلى زيارة ماكرون إلى جهة لم يحددها، منبهاً الصحافيين إلى ضرورة أن يقدموا، للحصول على تأشيرات، جوازات سفر خالية من ختم إسرائيلي؛ ما دل بقوة على أن وجهة ماكرون ستكون إلى لبنان، وهو ما أكدته مصادر مستقلة لـ«الشرق الأوسط».
ومعروف أن لبنان ما زال، رسمياً، في حالة حرب مع إسرائيل ويمنع دخول أراضيه لمن قام بزيارتها.