تبحث الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا سبل إقناع حزب الله بالانسحاب من الحدود اللبنانية الفلسطينية، في مسعى دبلوماسي لمنع اندلاع صراع شامل على الجبهة الشمالية لدولة الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أكدت صحيفة The Financial Times البريطانية الخميس 14 كانون الأول 2023.
حيث يُجري مسؤولون غربيون محادثات مع لبنان وإسرائيل، في محاولة لحمل البلدين على تنفيذ قرار الأمم المتحدة المُتجاهَل منذ فترة طويلة، والمعروف باسم 1701، الذي يتطلب من حزب الله سحب مقاتليه من المنطقة الحدودية. ومن بين العناصر قيد المناقشة، منح الجيش اللبناني دوراً أكبر في المنطقة، في محاولة لإقامة منطقة عازلة بين الجماعة المسلحة والحدود.
وتندلع عمليات تبادل إطلاق نار شبه يومية بين القوات الإسرائيلية وحزب الله منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من تشرين الأول. وقد أثارت الاشتباكات المخاوف من اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً، ودفعت إسرائيل إلى إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من المنطقة الشمالية على الحدود مع جنوب لبنان. ولمنع التصعيد، أجرى مسؤولون أميركيون وبريطانيون وفرنسيون محادثات مع إسرائيل وبيروت حول سبل تنفيذ القرار رقم 1701، بما في ذلك تعزيز موارد القوات المسلحة اللبنانية ومواردها في جنوب لبنان، حسبما قال أشخاص مطلعون على المحادثات. والأمل هو أن يؤدي التوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف إلى موافقة حزب الله -القوة السياسية والعسكرية المهيمنة في لبنان- على سحب قواته من الحدود. وتشمل الأفكار قيد المناقشة تعزيز قوة اليونيفيل، وهي قوة الأمم المتحدة المتمركزة في جنوب لبنان، ومحاولة فرض “الخط الأزرق” رسمياً، الذي يمثل الحدود الفعلية بين إسرائيل ولبنان في غياب حدود متفق عليها رسمياً. وحذر الأشخاص الذين اطلعوا على المناقشات من أنها في مرحلة مبكرة، ولا تزال هناك عقبات كبيرة يجب التغلب عليها. وقال بعض المسؤولين إنَّ المحادثات كانت منسقة، فيما قال آخرون إنَّ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا تجري مناقشات منفصلة مع الطرفين. من جانبه، قال مسؤول لبناني إنَّ القرار 1701 يمكن أن يقدم “خارطة طريق” للمناقشات. لكنه أضاف أنَّ أي اتفاق يجب أن يعالج مخاوف بيروت بشأن الانتهاكات الإسرائيلية للقرار 1701، بما في ذلك التوغل في المجال الجوي للدولة العربية، والوجود الإسرائيلي في نحو 12 منطقة متنازَع عليها. وصرح المسؤول: “ما يحاول الإسرائيليون فعله هو استخدام حربهم في غزة وسيلةً لمحاولة استباقنا أو الضغط علينا – وهذا لن ينجح. لذا فإنَّ ما نقوله هو دعونا نفكر بطريقة بنّاءة، ونضع القرار 1701 على الطاولة ونرى من ينتهكه، فلنحاول إحياءه مرة أخرى”. ويُعَد حزب الله واحداً من أكثر الجماعات غير التابعة لدولة تسليحاً على مستوى العالم، وقد صمد في وجه صراع دام 34 يوماً مع إسرائيل في عام 2006. وتوسط قرار الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار بعد تلك الحرب، الذي صمد إلى حد كبير حتى تشرين الأول. ويقول دبلوماسيون ومسؤولون إنَّ حزب الله لن يلتزم أبداً بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان. لكن دبلوماسيين قالوا إنَّ إسرائيل ركزت تحديداً على قوة الرضوان التابعة لحزب الله، وهي وحدة نخبة قوامها بضعة آلاف من المقاتلين. ويؤكد المسؤولون اللبنانيون والأشخاص المقربون من حزب الله أنَّ الجماعة لا تسعى بفعالية إلى حرب إقليمية أوسع. ويأمل البعض أن يؤدي هذا إلى جعلها أكثر انفتاحاً على التفاوض على صفقة؛ وقد وافق حزب الله على ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان العام الماضي. وكشف أحد الأشخاص المُطلعِين عن قرب على المحادثات: “موقف حزب الله حالياً يشبه موقفه خلال مفاوضات الحدود البحرية – لم يقولوا نحن نؤيدها، لكنهم لم يقولوا أيضاً إنهم ضدها. وفي نهاية المطاف، توصل لبنان وإسرائيل إلى اتفاق”. |
||
|