كما يحاصر الاسرائيلي غزة ويمنع عنها المساعدات أو التنفس من أي معبر حدودي إختار الحوثيون أن يفرضوا حصاراً مشابهاً على اسرائيل عبر إغلاق باب المندب أمام السفن العابرة إلى هذا الكيان ، وهو ما راكم الخسائر على إسرائيل أضعافاً مضاعفة لا سيما أن أي سفينة تجتاز باب المندب ومتوجهة إلى دولة الاحتلال سيكون مصيرها أما الحجز أو القصف.
وقد فشلت كل المحاولات البريطانية والأميركية لكسر هذا الحصار مع الفشل في إيجاد بدائل غير باب المندب للسفن التي تحاول الوصول إلى موانئ الاحتلال .
ويوضح الباحث الاقتصادي الدكتور محمود جباعي في حديث إلى “ليبانون ديبايت” حجم الواردات الاسرائيلية في السنة الواحدة من الممرات المائية ولاذي يبلغ حوالي 75 مليار دولار، وهي تشكل 70 % من حجم وارداتها التي تبلغ حوالي 107 مليار دولار، و46 مليار دولار من هذه الواردات تأتي إلى اسرائيل من شرق آسيا والهند والتي تمر إلزاماً بمضيق باب المندب، عدا عن 15 مليار دولار هو حجم الصادرات الاسرائيلية إلى منطقة شرق آسيا والهند”. ويعتبر الدكتور جباعي، أن “هذا يؤثر كثيراً على الكلفة المالية لإسرائيل خاصة إذا ما طال أمد الحرب أكثر فالكلفة ستكون أعلى”. ويشير إلى أن “ممر رأس الرجاء الصالح في أفريقيا يرتب كلفة كبيرة إذا تحولت السفن من شرق آسيا والهند إلى تلك المنطقة نظراً للمخاطر العسكرية ووجود قراصنة في تلك المناطق، إضافة إلى كلفة الوقت حيث تطول مدة الرحلة بين 3 إلى 4 أسابيع عدا عن كلفة التأمين التي ستصبح أضعاف ما كانت عليه سابقاً، وكلفة النقل البحري التي ستؤدي إلى خسائر كبيرة جراء ارتفاع الأسعار والتضخم حتى لو وصلت تلك البضائع الى الكيان”. أما بالنسبة إلى مضيق بنما، فيلفت إلى أنها “أيضاً منطقة بعيدة جغرافياً وستعاني السفن أيضاً من نفس المعضلة التي تعانيها في مضيق رأس الرجاء الصالح من حيث التكلفة والخسائر”. ويؤكد جباعي، أن “ما تقوم به اليمن هو الأساس في الحصار الحقيقي الاقتصادي للكيان الاسرائيلي، فهو يحاصر حوالي 50% من واردات اسرائيل وهذا ليس بالأمر السهل”. |
||
|