ألقى الجيش الاسرائيلي، الخميس 14 كانون الأول 2023، منشور على سكان قطاع غزة تضمن مكافآت مالية، مقابل الإدلاء بمعلومات عن أماكن وجود عدد من قادة حماس؛ وذلك بعد فشله في الوصول إليهم على مدار 69 يوماً من حربه على القطاع، ما أثار تفاعلاً على منصات التواصل الاجتماعي.
ووفق المنشور الذي تداوله ناشطون، فقد ذكر الجيش الاسرائيلي فيه: “يا أهل غزة، لقد فقدت حماس قوتها (لم يتمكنوا من قلي بيضة)، نهاية حماس قريبة”. ووجَّه الجيش الإسرائيلي طلباً في منشوره إلى أهل غزة، وقال: “من أجل مستقبلكم من يقدم معلومات تمكننا من القبض على الأشخاص الذين جلبوا الدمار والخراب إلى قطاع غزة سيحصل على مكافأة مالية”، على حد قوله. وأورد منشور الجيش الاسرائيلي أسماء الأشخاص المطلوبين وقيمة المكافأة المحددة لكل شخص، وهم: “يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة، وحددت مكافأة الإدلاء عن مكانه بقيمة 400 ألف دولار، ومحمد السنوار رئيس القوى العاملة في كتائب القسام، وحددت مكافأة المعلومات التي تفيد بمكانه بقيمة 300 ألف دولار”. كما تضمّن المنشور اسمين آخرين هما: “رافع سلامة قائد لواء خان يونس، وحددت مكافأة الإدلاء بمعلومات عن تواجده بقيمة 200 ألف دولار. أما محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، فحددت المكافأة بقيمة 100 ألف دولار”. وعقب تداول المنشور، أثار تفاعلاً على منصات التواصل الاجتماعي؛ إذ كتب الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة، عبر حسابه على منصّة “إكس”: “بحسب باروخ ياديد، على القناة 14، الجيش الإسرائيلي يعرض أموالاً مقابل الحصول على معلومات عن قادة حماس، الأرقام لا تعادل كلفة طلعة جوية اعتيادية؛ لكنه جيش قائم على الدعاية الغبية”. وتابع، “مجرد حرب نفسية سخيفة، كلفة الحرب مليارات بسبب هؤلاء القادة، وهم مستعدون لإضافة أصفار على الأرقام المذكورة مقابل الوصول إليهم”. فيما علَّق الناقد السينمائي عادل السمار، قائلاً: “ألم يقل كبير مجرميهم قبل أيام بأن قواته الإجرامية تحاصر بيت يحيى السنوار في خان يونس؟ لماذا لم يطرقوا الباب؟!”. وأضاف، “هل هو اعتراف للمحتل بفشله في اعتقال الزعيم الذي لا يظهر ولا يختفي؟ الجيش الصهيوني قتل الآلاف في حرقه غزة، ولكنه عاجز عن مواجهة المقاومة. هو يتقن فقط الإبادة الجماعية”. بينما كتب خالد البشري: “سبحان الله، إسرائيل تقصف غزة بقنابل ثمن الواحدة منها نصف مليون دولار، ثم تعرض 400 ألف فقط مقابل معلومات عن أهم شخصية فى حماس، وهو يحيى السنوار الذي يعتبر الجوكر فى هذه الحرب. البخل اليهودي لا نظير له!!”.
وأمس الأربعاء، قال الوزير في المجلس الحربي بيني غانتس، في مشاركة عبر حسابه بموقع “إكس”: “إن حرب البقاء الثانية، التي تشنها إسرائيل تفرض علينا ثمناً باهظاً ومؤلماً وصعباً، وكل من يسقط هو ندبة على دولة إسرائيل بأكملها، وكل ندبة من هذا القبيل هي تذكير ببطولة محاربينا، والحاجة إلى أن نكون كمجتمع جديرين بتضحياتهم”. ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلَّفت حتى الأربعاء 18 ألفاً و608 شهداء و50 ألفاً و594 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية. |