اصدر بشار الاسد مرسوماً جمهورياً ، بإعادة الضباط الكبار المتقاعدين ، الذين يحملون اجازات وشهادات جامعية كبيرة ، ولم يصلوا الى سن السبعين ، الى الخدمة الفعلية في المؤسسة العسكرية ، وترفيع كل منهم الى رتبة اعلى..
ماذا وراء هذه الخطوة ؟
مصدر عربي مطلع وخبير في الشؤون العسكرية العربية ، وخصوصًا السورية ، قال للشراع :
كل الضباط السوريين الذين خرجوا من الجيش ، او قدموا استقالاتهم ، جرى احراجهم
حتى تم اخراجهم
فمنهم من تم ابعاده عن مراكز العمل الفعالة والحساسة، وجرى ارسالهم الى الجبهة او مناطق لا تأثير لهم فيها كضباط امن ،كالمناصب الادارية ، التي لا تستوعب خبراتهم، ولا تتناسب مع مكانتهم العلمية والعملية، بما اعتبره البعض ابعاداً فقدم استقالته احتراماً لنفسه ومكانته ..
وتابع الخبير العربي قوله ليعطي مثالاً على ما يقصد :
العميد حسام سكر الذي كان مستشاراً لبشار الاسد، وبهذه الصفةكان كل قادة الاجهزة وكبار ضباطها يهابونه .. اختلف مع اللواء علي المملوك ، فنقله بشار الى قيادة فرع استخباراتي ، لأن الاسد لم يتخل عن المملوك ، لكنه تخلى عن سكر ( الملاحظة ان الإثنان من سنة دمشق )
سكر اعتبر النقل اهانة له فإستقال ، ووفق المرسوم الجديد سيعود الى الجيش برتبة اعلى ..
السؤال الاهم :
الى اين خرج الضباط الذين ابتعدوا او احرجوا فخرجوا ؟
كان امراً مذلاً ان يجد الضابط الذي صار بطبيعة الحال متقاعداً نفسه يحصل على مرتب لا يزيد على عشرين دولار ، وقد انتزعت منه كل الامتيازات التي ترافق عمله كضابط كبير ..لذا فإن عدداً من هؤلاء توجه ، او جهز نفسه للتوجه الى الهجرة وتحديداً الى دول اسكندنافية كالنرويج والسويد وكذلك الى المانيا وكندا وغيرها من بلاد الغرب ..
في هذه البلاد يكون اللجوء بداية انسانياً، وهذا يعني ان يحصل على اعانات من مؤسسات معينة في هذه البلدان ، وبرواتب معقولة ( 800 يورو شهرياً )
اما من يعرض عليه اللجوء السياسي في مقابل الحصول على رواتب اعلى( 1500يورو شهرياً ومنزل وسيارة ومكتب وامتيازات )، فعليه ان يقدم بالمقابل خدمات امنية وعسكرية ، بما يعرفه للحصول على مزايا اضافية ، وهو عليه ان يفاضل بين تقديم خدمات للبلد المضيف عما يملكه من معلومات ليتقدم وضعه المادي والخدماتية ، او ان يرضى بما تقدمه له الدولة المضيفة ، ليكون بعيداً عن استثمار ما يملكه من معلومات .
الامر الثالث وراء مرسوم الاسد ، هو معرفته بالخلل الذي اصاب التركيبات العسكرية والادارية في الجيش، خصوصاً بين رئيس الاركان العلوي وهو من آل عباس ، ووزير الدفاع السني وهو ايضاً من آل عباس ،
والاهم من ذلك هو التقارير التي لم يعد بإمكان الاسد تجاهلها، وهي عن تفاقم الفساد ، الذي هو في اساس تركيبة السلطة التي خطفها حافظ الاسد وصارت عنواناً له ولولديه منذ اكثر من نصف قرن ، وهو يزعم انه سيخفف منه باستعادة ضباط شرفاء هم قلة في تاريخ المؤسسة العسكرية السورية طيلة عقود .
امام هذه الوقائع اصدر بشار مرسومه ، على امل استعادة بعض الضباط الشرفاء الذين خرجوا ،
الشراع