اعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد شينكر، أن “إيران شجعت وكلاءها العراقيين مثل الحشد الشعبي على استهداف القوات الأميركية في العراق وسوريا منذ بدء الحرب في غزة، رغم أن القوات الأميركية في العراق على سبيل المثال موجودة بطلب من الحكومة المركزية، في مهمة تدريب وتجهيز لمساعدة بغداد على احتواء خطر تنظيم داعش”.
وأردف في حديث مع “العربية”، “حتى الآن، استهدف الحشد الشعبي القوات الأميركية أكثر من 100 مرة”.
وأضاف شينكر، أن “إيران وشركاءها بالوكالة يريدون استغلال فرصة الحرب في غزة لطرد ما يقرب من 800 جندي أميركي من سوريا، في حين تعتقد إيران أن الخسائر الأميركية قد تدفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الانسحاب، لكن من غير المرجح أن يحدث هذا، ليس فقط لأن مهمة مكافحة داعش هامة، ولكن لأنها ستبعث برسالة رهيبة إلى شركاء الولايات المتحدة المحليين الذين كانوا لبعض الوقت يشعرون بالقلق إزاء التزام الولايات المتحدة الأمني تجاه المنطقة”.
وقال: “بعد الانسحاب من أفغانستان، لا يعقل أن تغادر إدارة بايدن سوريا، خاصة تحت النيران الإيرانية”.
أشار شينكر إلى، أنه “من أجل البقاء في سوريا، يجب على واشنطن أن تكون استباقية بشكل متزايد في الدفاع عن النفس، وقوية في ردّها على الضربات ضدّ الأهداف الأميركية”.
واعتبر، أنه “لكي تعيد إيران النظر في استراتيجيتها، يجب أن تدفع ثمناً أكبر لاستفزازاتها”.
ولفت شينكر إلى، أن “الولايات المتحدة تشجع بغداد على ممارسة سيادتها وقد ثبت منذ فترة طويلة أن هذا أمر صعب سيما أن نفوذ وقوة الحشد آخذة في النمو، والعراق بات يشبه لبنان بشكل متزايد.”
كذلك رأى، أن “ما يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني، أن العديد من المجموعات المكونة للحشد المدعوم من إيران شركاء في ائتلاف حكومته.” وأشار إلى أنه “للحدّ من نفوذ الحشد، سيتعيّن على السوداني في نهاية المطاف تصعيد موقفه، وبطبيعة الحال، يجب على الولايات المتحدة فرض عقوبات على مؤسسة المهندس – خاتم الأنباء العراقي – ولا ينبغي للحكومة العراقية أن تدعم هذه المنظمة”.
واستكمل شينكر، أن “هذه الخطوة ضرورية ولكنها غير كافية”.
وأكد شينكر، أن “إيران اتخذت بالفعل قراراً بأنها لن تهدر أصولها في حزب الله لإنقاذ حماس، فالحركة رصيد إيراني أقل قيمة بكثير من حزب الله”.
وأردف، “إيران تريد الحفاظ على قدرات حزب الله حتى يمكن نشره على الحدود لردع إسرائيل عن مهاجمة إيران. هذه هي مهمة حزب الله، ولهذا السبب فإن الحزب يمارس ضبط النفس في عملياته ضدّ إسرائيل حتى الآن. ولا يتعيّن على الولايات المتحدة أن تفعل أي شيء لتقييد تدخل حزب الله خلال حرب غزة، إذ تعمل إيران بالفعل على تقييد وكيلها”.
وأشار شينكر إلى، أن “الكثيرين في إسرائيل يعتقون أن الوقت حان لخوض حرب مع حزب الله، ويرون أن الحرب المستقبلية أمر لا مفر منه. فيما تنشط إسرائيل بقوة لإعادة إنشاء نوع من الردع في الشمال، سواء في سوريا أو لبنان”