محيط نبع الصفا مقابل نبع الرعيان/ كتب: الدكتور سمير زعاطيطي
شهريا أزور منزلي الصيفي في رويسات مجدلبعنا ،وأغتنم الفرصة للذهاب الى نبع الصفا ،للتزود بمياه الشرب من السبيل المفتوح ليلا نهارا لعابري الطريق من أهل المنطقة والجوار وأهل بيروت.
وصلنا فإذا بالمياه مقطوعة تماما عن السبيل ،ولا نقطة مياه، تذكرت محطة الضخ القريبة والتي عملت على الينابيع القريبة منها في السابق مع زملاء فرنسيين لصالح شركة نستلة ،وأن هناك قسطلاً للمياه في أسفل درج المحطة.
توجهنا إلى المحطة وملأنا وشربنا ،وإستمتعنا بمنظر شجر الصنَوبر الذي ينمو فوق الصخر الرملي العائد لبداية ترسبات العصر الطبشوري، والذي يغطي محليا مخارج المخزن الجوفي الكربوناتي الكارستي، العائد لعصر الجوراسيك الأعلى ،والذي يشكل سلسلة.جبال نيحا الباروك الصفا.
لم يتغير علي شيء من طبيعة الموقع المميزة هيدروجيولوجيا ،لكن كان ملفتا للنظر وجود مولدات الكهرباء الضخمة التي ملأت الساحة.
تذكرت حينها المآسي الكبرى التي بدأنا نعاني منها مع وصول تيار الظلام والتعطيش سنة ٢٠١٠ ،وبداية مسيرة تعتير المواطن الذي كانت تصله المياه إلى منزله بالحنفية ليس بشكل دائم، بل تأتي وتنقطع بس لكنها في هذه المرة راحت بلا رجعة.
أصبح المواطن مضطرا للإشتراك بمولد كهرباء، وشراء مياه الشاحنات المخصصة غير معروفة المصدر والنوعية، وشراء العديد من قناني البلاستيك المعبأة بالمياه.
المصيبة ان المسيطرين على وزارة الطاقة منذ 13 عاماً يلزمونا ان ندفع ثمن الماء وثمن الكهرباء المقطوعة، كيف بدنا نخلص من هالمصيبة الواقعة بوزارة إستئجار بواخر وإنشاء خمس سدود مفخوتة كسرت ميزانية الدولة ونهبت نصف الدين العام؟
أرجو أن يأتي اليوم الذي نستطيع فيه الإدعاء عليهم بجرائم العمل بدون علم ، وخرق القوانين والإثراء غير المشروع.!؟
صباح الأحد ١٧ / ١٢ / ٢٠٢٣
محطة ضخ مياه نبع الصفا.
د. سميرزعاطيطي