كان يجب ان يقتل الصهاينة ابو عمار ، عام 2004لينفجر الصراع الدموي بين حركة فتح وحركة حماس عام 2007.. بسيطرة حماس على القطاع منذ ذلك التاريخ ، وتقلص السلطة الفلسطينية الى ما استبقاه العدو الصهيوني لها في الضفة الغربية المحتلة ..
وما كان ياسر عرفات ليسمح بأي اقتتال فلسطيني ، وهوتعامل مع الجميع بصفته الاب مسموع الكلمة الحازم والحنون والحريص الذي يسيطر ويصالح ويتنازل …فهل يؤدي القائد الفلسطيني لحماس يحيى السنوار دور الختيار لمنع حصول هذا الصدام ؟
المؤشرات على الصدام بين الحركتين ، والشعب الفلسطيني كله تحت النار عديدة ، ومن يتابع التصريحات من الحركتين ، يظن ان العدو الصهيوني انسحب من غزة ، وانه اوقف حربه الهمجية .
فيتسابق الفريقان الى الإمساك بتلابيب خرقة ممزقة اسمها السلطة في قطاع غزة ،
والفارق بين حماس وفتح ، ان الاولى هي التي تقاتل العدو وفق منهجية جديدة ، اسمها القتال داخل فلسطين المحتلة منذ العام 1967/48 , بينما تمسك فتح بسلطة منقوصة ، على الرغم من امرين مهمين جداً:
الامر الاول:
ان هذه السلطة نالت اعتراف العالم كله ، حتى الآن في وقت ما زالت حركة حماس تبذل الجهد السياسي الكبير ، كي يرفعها الغرب عن لائحة الإرعاب..
الامر الثاني:
انه في الوقت الذي يقاتل فيها مقاومو حماس بأعظم ما يكون القتال، فإن مقاومي فتح يقاتلون في الضفة الغربية بما فيها القدس قتالاً مشهوداً ، وقد اعتقل العدو منهم خلال طوفان الاقصى نحو الفي فتحاوي ، وقتل من المقاومين الفتحاويين ( والمنظمات الاخرى ) اكثر من مئة مقاوم .
حركة فتح تمسك بالسلطة الشرعية من خلال اغلبيتها في مؤسسات منظمةالتحرير الفلسطينية .. وحماس تنافسها الآن في السيادة على الارادة الشعبية ، ليس في فلسطين الداخل ، بل وخصوصاً في الخارج الفلسطيني..
وحتى نعرف ما الذي يخيف في هذا التسابق ، بين الحركتين ، يجب ان نتابع التصريحات الاعلامية لقادة حماس في الخارج الفلسطيني ، بدءاً من قبول حل الدولتين، الى تصريحات موسى ابو مرزوق ، الذي تحمل اعترافاً بالكيان الصهيوني.. والامران اللذان اعترفت بهما حماس ، كانتا من اسباب انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية في قطاع غزةعام 2007.. ومن اسباب فصل غزة عن الضفة الغربية المحتلة ، ليس جغرافياً فحسب ، بل سياسياً اساساً.
الآن
اذا انتقلت حركة حماس الى الموقف الذي تبنته فتح، واقامت على اساسه سلطتها، فإن الحركتان امامهما احد طريقين:
الطريق الاول هو تشكيل موقف واحد بسلطتين تحتم المصلحة الوطنيةالعلبا ان يلتقيا وان يتوحدا لمنع العدو الصهيوني من النفاذ من خلافاتهما
الطريق الثاني ، هو الاشتباك السياسي والاعلامي الذي عبر عنه نائب رئيس حركة فتح حسين الشيخ ،والقيادي الحمساوي موسى ابو مرزوق.
وعندما نتحدث عن دور ليحيى السنوار في منع الاقتتال ، والقيام بدور ياسر عرفات ، فإننا نسترجع تصريحاته التي اشاد فيها بالقائد الفلسطيني ياسر عرفات …وقد جمع السجن بين السنوار ، والقائد الفلسطيني مروان البرغوثي ، وهو الاكثر حضوراً في وجدان ابناء فتح، كما بقية الجماهير والمنظمات الفلسطينية ، ولعل السجن والوقت المفتوح فيه اتاح للرجلين
ان يخوضا نقاشات مفتوحة حول الوضع كله ، وحول طريق الخروج من الازمات ورسم طريق وطني مشترك لخدمة شعب فلسطين
نحن نجزم ان العدو الصهيوني سيكابر وسيحاول ان يمنع اطلاق البرغوثي من سجنه المؤبد لعدة مرات.. لأنه يخشى دوره التوحيدي داخل فتح اولاً وبين حركتي فتح وحماس ثانياً . لكن حماس ستقدم خدمة جوهرية للنضال الفلسطيني، اذا الزمت العدو بإطلاق سراح البرغوثي .. وهنا هو دور القائد يحيى السنوار فهل يقدم ؟
حسن صبرا
الشراع