وثيقة إسرائيلية مسرّبة تغضب سموتريتش… ما مضمونها؟

كشفت القناة 12 الإسرائيلية، مساء أمس الإثنين، عن وثيقة قالت إنها تُظهر “خطة إسرائيل لليوم التالي للحرب في قطاع غزة”، مبينة أن فريقًا صغيرًا من وزارة الخارجية الإسرائيلية عمل لأسابيع على صياغة هذه الخطة التي تتضمن جوانب أمنية ومدنية”.

وقالت القناة 12، إن الخطة تنص أن الفلسطينيين في قطاع غزة سيكونون قادرين على حكم أنفسهم ولكن دون أن يكونوا قادرين على تهديد إسرائيل أمنيًا، مضيفة أن فريق العمل يعمل بسرية شديدة بناءً على طلب وزير الخارجية إيلي كوهين، الذي شدد أن الخطة المطلوبة يجب أن لا تشمل السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي، على أن تكون في ذات الوقت غير بعيدة عن ما يطلبه الأميركيون.

وفي الشق الأمني منها، تنص الخطة الإسرائيلية على وجوب أن يكون للجيش الاسرائيلي الحرية الكاملة للعمل في الميدان لمنع تعاظم قوة حماس والجهاد الإسلامي، واستكمال نزع سلاحهما، وإنشاء مناطق عازلة بين قطاع غزة ومستوطنات الغلاف، وبلورة آلية لمنع التهريب وضبط محور فيلادلفيا ومعبر رفح، والاستعداد لفحص نشر قوات دولية لها صلاحيات تنفيذية في هذا السياق.

وتقترح الخطة أيضًا إجراءات طويلة الأمد، تشمل تغييرًا أساسيًا في المناهج الدراسية، ودور إدارة الأمم المتحدة للإغاثة في قطاع غزة.

وتتضمن الخطة أيضًا جانبًا يتعلق بالشق المدني والحكومي وإدارة الحياة اليومية، تقوم على إقصاء حركة حماس ومنع أي دور لها.

وبحسب تقرير القناة 12، فإن مجلس الوزراء الأمني المصغر “الكابينت” لم يعقد مناقشة حقيقية حول الموضوع، ولكن النقاش سيحدث قريبًا، والخطة ستكون هي البنية التحتية التي يقوم على أساسها النقاش.

ورغم أن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية نفى الخطة بالكامل، وقال إن بنيامين نتنياهو هو الذي يقود السياسة القائمة على منع أي حزب يدعم الإرهاب من حكم قطاع غزة، إلا أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ظهر في القناة السابعة مهاجمًا بشدة تصريحات بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت عن اليوم التالي للحرب.

وقال سموتريتش: “الترتيبات التي سيتم اتخاذها في غزة في اليوم التالي للحرب ستشكل إلى حد كبير أمن إسرائيل وموقفها السياسي والاقتصادي لسنوات عديدة قادمة، وأي محاولات لتحديد هذه الترتيبات بشكل أحادي ودون مناقشتها مع كافة أطراف الائتلاف الحكومي لن تُجدي نفعًا”.

واعتبر سموتريتش، إعادة النازحين إلى منازلهم في شمال قطاع غزة في هذه المرحلة “حماقة”، مؤكدًا أن وزير الجيش لا يملك صلاحيات اتخاذ مثل هذا القرار بمفرده.

كما شدد سموتريتش رفضه لإعادة مسؤولي السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وقال: “مقاتلو الجيش الإسرائيلي لا يضحون بحياتهم في غزة من أجل تتويج أبو مازن، مؤيد الإرهاب ومنكر المحرقة، أو رجاله بدلاً من حماس”.

يشار أن خلافًا أميركيًا مايزال قائمًا حول مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وتحقيق هدفها المعلن بالقضاء على حركة حماس، إذ ترى واشنطن وجوب عودة السلطة الفلسطينية لغزة ولكن بعد تطويرها وضخ دماء جديدة إليها، وأن يكون هناك كيانٌ واحدٌ يجمع الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما يرفضه الإسرائيليون علنًا بشكل كامل.

وكان جو بايدن قال إن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، وطالب نتنياهو بتغييرها من أجل التوصل إلى حل طويل الأمد، ليرد وزراء في الحكومة على بايدن مؤكدين أنهم يشاركون نتنياهو رفضه لفكرة حل الدولتين من أساسها.