يستمر الموقف الفرنسي بالترنح على حافة المعارك المشتعلة من غزة إلى جنوب لبنان، ليتفجّر بما صدر من كلام عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باعتبار حزب الله “مجموعة إرهابية” وهو الذي كان إلى الأمس القريب يتودّد إليه من الملف الرئاسي إلى الحرص على لقاء المسؤولين في الحزب خلال الفترة الماضية لنقل الرسائل من إسرائيل إلى الحزب.
هذا الموقف المتردد والضبابي الفرنسي ماذا في طياته؟ وهل بدأ يخسر حظوظ وجوده في لبنان، نتيجة المواقف الرئاسية الصادمة؟.
ويلفت في هذا الإطار إلى أن “الفرنسي من جهة يقوم بلقاءات وإتصالات مع حزب الله وكان يظهر موقفاً إيجابياً دائماً إلا أنه اليوم وفي ظل التطورات الاخيرة، ونظراً لتحالفاته الدولية ومحاولته أن يجد لنفسه دوراً على الساحة، أصبح في موقف مغاير”. وإذ أكد أن “الفرنسي بعد إنطلاق معركة غزة والمناوشات في الجنوب والإنحياز الذي أبداه إلى جانب إسرائيل، دفعت ربّما الرئيس الفرنسي إلى هذا التوصيف من باب الضغط على حزب الله، لا سيّما أنه يأتي في سياق الرسائل التي كان الفرنسي يحملها من إسرائيل إلى حزب الله لترتيب الوضع على الجبهة الجنوبية”. وإذ يعتبر أن “الأمر يأتي في السياق الذي ذكره ينبّه إلى أنه قد نسمع غداً موقفاً مغايرا، ومن الواضح أن هناك إرباكاً في الموقف الفرنسي من هنا ينتقل من صديق الى عدو ومن ايجابي الى سلبي وفق التطورات السياسية التي تعكس تباينات وخلافات عند الفرنسيين، حتى ان ذلك ظهر في التناقض بما حملته الوفود الفرنسية”. ولا يربط سركيس بين رفض أمين عام حزب الله لقاء رئيس المخابرات الفرنسي مؤخراً وبيم كلام ماكرون بل ان هذا الكلام يأتي نتيجة التردد في الموقف الفرنسي، وقد يكون برأيه توزيع ادوار داخل الادارة الفرنسية. ويؤكد أن “الفرنسي لا يملك أي موقف ثابت من موضوع حزب الله لا سيّما أنه لعبوا أكثر من دور ولعبوا دوراً إيجابيا وحملوا الرسائل له ونقلوها عنه فما الذي جرى اليوم”. ويتوقّع وفق هذا الموقف المتباين, أن “يتراجع الحضور الفرنسي في الملف الرئاسي، لأن سياستهم أصبحت ضبابية بسبب الفوضى الموجودة في المنطقة، لكن بالخلاصة يمكن اعتبار الموقف الفرنسي متراجع إلى حد ما وليس من موقف واضح تجاه لبنان”. |
||
|