رأى المحلل السياسي علي الأمين, أنه على “المستوى الأمني لا نزال في مدار الأمور التي لها علاقة بالإتصالات الدولية وتطبيق القرار 1701, أما على المستوى العسكري, رغم التطورات الجزئية بالعمليات العسكرية, إلا أن الوضع لا يزال حتى الآن تحت سقف عدم المواجهة وتوسعة الحرب”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال الأمين: “الواضح أن هناك إتصالات دولية, ورسائل متعدّدة, لمحاولة لجم الأمور في الجنوب, ولكن لا يعني ذلك بأن الأمور قد لا تتطور إلى مسار حربي, فهذا الإحتمال موجود”.
وأكّد أن “الأمر سيبقى رهن التطورات التي تحصل في غزة, والواضح أن هناك تصعيد إسرائيلي, لكن السؤال, هل يمكن أن يساهم هذا التصعيد واستمراره بجعل إمكانية تطورات عسكرية في الجنوب واردة أكثر من السابق؟ لذلك نرى نوع من إستثمار هذا الضغط العسكري بمزيد من الضغط على حزب الله ولبنان ليوافق بشروط الإنسحاب”.
وأضاف, “المسار غير واضح تماماً, لذا كل الإحتمالات واردة, إما عبر حسمه عسكريًا أو التوصل إلى إتفاق سياسي أو دبلوماسي, بما يتعلّق بوضعية الحدود”.
وتابع, “ما يمكن تأكيده اليوم, أننا نشهد على تراجع الوضع اللبناني, على مستوى الدولة والمؤسسات, وبالمقابل يتثبّت أكثر وأكثر موقع حزب الله, كالجهة المعنية في أي تفاوض, أي أننا سنلمس أكثر في فترة ما بعد أحداث غزة أن حزب الله هو الطرف المفاوض وهو الذي يعقد الإتفاقات أو يرفضها, وبالتالي هناك صورة تترسّخ بالمشهد العام, في الوقت الذي نشهد غياب شبه تام للحكومة ووزارة الخارجية, والمؤسسات التي من المفترض أن يكون لها علاقة بإدارة المواجهة السياسية أو إدارة العملية الدبلوماسية والسياسية بما يتعلّق في السياسية الخارجية”.
وبناء على ذلك, اعتبر الأمين, أن “ذلك مؤشّر خطير, لا سيّما أنه في نهاية الأمر قد نشهد في المرحلة المقبلة إتفاق شبه واضح بين حزب الله وإسرائيل, على صيغة وتفاهم ما, وهذا بالتأكيد سيكون له مترتّبات سياسية على مستوى الداخل اللبناني”.
واستكمل, “كل النقاش في البلد اليوم, كيف يمكن ترتيب الأوضاع على الجبهة الجنوبية, فلا أحد يسأل عن كيف يتم إنتخاب رئيس جمهورية, وإعادة الإعتبار إلى الدولة, وكيف تعزز المؤسسات, فهذا نقاش غائب تماماً”.
أما على المستوى السياسي, فرأى الأمين أن “لا مؤشرات أو دلائل بأن الملف الرئاسي سيوضع على نار حامية في الفترة المقبلة, قد يحدث تطور ما, لا سيّما أن هذا الأمر سينعكس على مسار التفاوض, فإذا تم إنتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة, ستملأ هذه الرئاسة والحكومة فراغ ما, الأمر الذي سيضع حزب الله جانباً بالمعنى السياسي, لذا فالحزب لا مصلحة له في ظل الاوضاع الحالية ان يذهب إلى تفاهم لانتخاب رئيس جمهورية”.