صحيفة إسرائيلية: “آيباك”… لوبي من أجل نتنياهو و”دولة التوراة”

“آيباك” منظمة ضغط أمريكية (لوبي) هدفها المعلن تعزيز علاقات إسرائيل – الولايات المتحدة. المشكلة أن المنظمة بدأت تعمل ضد هدفها على مدى السنين، حين تحولت إلى ذراع طويلة لبنيامين نتنياهو في السياسة الأمريكية. فقد وقف أناس اللوبي إلى جانبه حين تصارع مع الرئيس باراك أوباما بما في ذلك الخطاب داخل الكونغرس في 2015، قبل أسبوعين فقط من الانتخابات الإسرائيلية، مما ألحق ضرراً عظيماً بعلاقات إسرائيل – الولايات المتحدة. قبل الانتخابات في الكونغرس في السنة الماضية، أعلنت “آيباك” عن تأييد عشرات المرشحين الجمهوريين الذين تنكروا لنتائج الانتخابات للرئاسة 2020 ورفضوا قبول انتصار الرئيس جو بايدن، وهكذا قلق أناس “آيباك” عملياً من الدعم لإسرائيل فجعلوه مشروعاً لتبييض دونالد ترامب والترامبية، وكل ذلك بالطبع في خدمة لمصالح نتنياهو السياسية.
في الأشهر الأخيرة، تعززت صلة المنظمة بنتنياهو حين تطوعت لمساعدته لتلطيف حدة المعارضة في الحزب الديمقراطي لقوانين الانقلاب النظامي الذي يعمل عليه، وذلك من خلال تسفير 24 عضو كونغرس ديمقراطياً إلى إسرائيل كي يتمكن نتنياهو من طلائهم بالأكاذيب ووعدهم في إبقاء إسرائيل “ديمقراطية ليبرالية”. فقد كشف هذا الحدث الوجه الحقيقي لأناس “آيباك” الذين يدعون بأنهم لا يتخذون موقفاً في السياسة الداخلية في إسرائيل لكنهم عملياً يساعدون نتنياهو في صراعه لسحق الديمقراطية.
لقد تحولت المنظمة عملياً لتصبح ذراعاً تنفيذياً لحكومة اليمين المتطرف التي تسوق في الولايات المتحدة عرضاً عابثاً لإسرائيل ليبرالية؛ لبيع الأوهام لأعضاء الكونغرس. إن استعداد “آيباك” للتضحية بطابع إسرائيل والمساهمة في تحولها إلى دولة تتنكر لـ “القيم المشتركة” مع الولايات المتحدة يستوجب السؤال: هل تساهم في علاقات الولايات المتحدة – إسرائيل، أم تشكل أداة لتخريبها؟
إسحق رابين، بصفته رئيس وزراء في التسعينيات، شخّص “آيباك” على أنها منظمة تخدم اليمين والمستوطنين في إسرائيل. وقد اشتبه بأن أناسها يعملون ضد خطوات السلام لحكومته، وبحث له عن بديل في أوساط يهود الولايات المتحدة. بعد ثلاثة عقود من ذلك، وجدت جالية يهودية أمريكية في مكان آخر تماماً. تولد لدى أوساطها فهم متزايد للضرر الذي يلحقه نتنياهو بعلاقات إسرائيل – الولايات المتحدة، وقلق حقيقي من التهديد الذي يشكله هو وحكومته على مستقبل الديمقراطية في إسرائيل. على القوى الليبرالية الإسرائيلية أن توثق علاقاتها مع يهود الولايات المتحدة الليبراليين وأن تفك ارتباطها عن “آيباك”. هذه منظمة تعرف كيف تستخدم الليبرالية الإسرائيلية كي تروج للإعلام والدعاية، لكنها في لحظة الحقيقة تساعد نتنياهو وشركاءه في اليمين المتطرف على تنفيذ الانقلاب والتأسيس في إسرائيل لدولة شريعة مناهضة للديمقراطية.
أسرة التحرير
هآرتس 15/8/2023