خلاصة منتدى جنيف: “العبء على لبنان وعليه ان يتحمل”
خلاصة منتدى جنيف: “العبء على لبنان وعليه ان يتحمل”
UNHCR ما زالت تحتاج حوالي 560 مليون دولار لدعم النازحين في لبنان
خاص – “أخبار اليوم”
تعهد المشاركون في المنتدى العالمي للاجئين الذي انعقد في جنيف الاسبوع الفائت بتقديم أكثر من 2.2 مليار دولار للتصدي لأزمة اللاجئين العالمية في تحرك قال عنه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتييريس إنه سيسهم في “الحد من تيار البؤس”. هذا في الخطوط العريضة… ولكن ما يهم لبنان – الذي مثله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على رأس وفد يضم وزير الخارجية- هو معالجة تداعيات النزوح السوري التي اصبحت عبئا يصعب تحمله… وعلى الرغم من ان ميقاتي وبوحبيب نقلا صعوبة الواقع اللبناني… الا ان خلاصة المؤتمر كانت “عليكم ان تتحملوا” هذا العبء. وفي هذا الاطار يكشف مصدر ديبلوماسي شارك في المنتدى، عبر وكالة “أخبار اليوم”، ان هناك قناعة عند معظم الدول لا سيما الغربية منها ان هؤلاء النازحين لا يمكنهم العودة الى سوريا نظرا الى الوضع غير المستقر وخطر ملاحقة من قبل النظام، اضف الى ذلك الانهيار الاقتصادي، وبالتالي الحل الوحيد المطروح هو توطينهم في بلد ثالث. ولكن السؤال الاساسي بحسب المصدر عينه هو: “هل هذا الامر متاح؟” قائلا: يفهم من اجواء المشاركين ان الدول الاوروبية استضافت اعدادا كبيرة، ووظفت بعضهم، خصوصا ان هؤلاء لا يمكنهم العودة الى بلادهم، لكن كان لافتا ان الوفود الاوروبية المشاركة في المنتدى اصطحبت معها مواطنين سوريين من اجل الادلاء بافادتهم التي تشرح مدى المعاناة والقمع التي تعرضوا لها في بلدهم الام. في المقابل اشار المصدر الى ان الموقف اللبناني كان متشددا بضرورة العودة نظرا للخطر الديموغرافي والوجودي الكبير الذي يواجهه لبنان من استضافة النازحين، لا سيما على مستوى الولادات التي لا تسجل. وطالب الوفد اللبناني الا تأتي المساعدات الى النازحين السوريين بل الى المجتمع المضيف، علما ان استمرار تدفق المساعدات الى السوريين يشكل احد اهم اسباب بقائهم في لبنان. وكشف المصدر ان لبنان طرح على المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وعدد من الوفود الاوروبية وكان من بين الحاضرين وزير الخارجية الالماني، projet pilote ينص على نقل عدد من السوريين الى سوريا واعطائهم الاموال في بلداتهم من اجل اعادة بناء منازلهم في حال كانت مهدمة، اذا نجحت التجربة الاولى يتم نقل دفعة ثانية. هذه الفكرة لاقت استحسانا لدى UNHCR لكن المشكلة في التنفيذ حيث ان الامر يتطلب مفاوضات مع الجانب السوري. وهنا اعتبر الوزير الالماني ان سوريا غير آمنة والرئيس بشار الاسد لا يريد عودة النازحين السوريين، فرد بو حبيب مؤكدا ان سوريا آمنة والسلطات السورية لا تمانع عودتهم ولكن الوضع الاقتصادي في سوريا سيئ، حيث 90% من السوريين تحت خط الفقر، مذكرا ان المجتمع الدولي خفّض المساعدات التي كانت تصل الى سوريا ولذلك هؤلاء لا يعودون. لذا لا بدّ من توفير وضع اقتصادي جيد في سوريا كي يعودوا. اما وزير الخارجية السوري فيصل المقداد فأكد ان بلاده لا تمانع العودة والسلطات مستعدة لتأمين الجو المؤاتي، لكن الوضع في سوريا سيئ نظرا لما تعانيه من حصار، وبالتالي يفترض بالمجتمع الدولي العمل على رفع الحصار عنها كي تعيد هؤلاء النازحين. لكن هذا الكلام لاقى معارضة من الوفود السورية – التي ترافق الوفود الرسمية الاوروبية- واتهمته بالكذب وان حقيقة الموقف السوري هي رفض العودة. من جهة اخرى، كشف المصدر ان UNHCR ما زالت تحتاج بحدود 560 مليون دولار لدعم النازحين في لبنان، لتغطية نفقات العام 2023 وهي لغاية انعقاد المؤتمر لم تؤمن سوى 40% من المبلغ. كما ان البنك الدولي يجري دراستين الاولى حول تداعيات النزوح السوري على لبنان منذ العام 2011 لغاية اليوم، وثانية احصاء لاعداد النازحين، اذا من دون تحديد هذه الارقام لا يمكن ان يعرف كيف سيوجه الاموال وما هو حجمها، في حين انه بحسب الرئيس ميقاتي المبلغ الناجم عن حجم التداعيات يتراوح بين 90 الى 100 مليار دولار. ويختم المصدر: بغض النظر عن كل البيانات الرسمية، فان خلاصة اي مؤتمر يتناول ملف النازحين السوريين هي: “العبء على لبنان وعليه ان يتحمل”، وفي المقابل “السوري من تلقاء نفسه لن يرحل”.