ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، منذ مساء الجمعة وحتى صباح اليوم (السبت)، بمشاهد صادمة سُجّلت على غالبية طرقات لبنان، التي غمرتها مياه الأمطار الغزيرة، فأغرقت معها السيارات والمواطنين في الشوارع.
وفي مشهد بات مألوفاً، عمل عناصر الدفاع المدني طوال يوم أمس على إنقاذ المواطنين الذين احتجزوا داخل سياراتهم بسبب تكون البرك والبحيرات جراء تساقط الأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب المياه في بعض الطرقات الداخلية، خصوصاً تلك القريبة من الأنهار. وأغرق ارتفاع مستوى المياه أكبر آليات الدفاع المدني في بيروت الكرنتينا.
بالفيديو – مستوى المياه أغرق أكبر أليات #الدفاع_المدني إرتفاعاً في #الكرنتينا pic.twitter.com/nSiUCxpbW7
— Al Jadeed News (@ALJADEEDNEWS) December 22, 2023
وأغرقت سيول شتوية في الساعات الماضية الشوارع والطرق والبيوت فوصلت البرّ بالبحرّ، حتى خُيّل للعديد من الأهالي في منطقة الميناء (طرابلس في شمال لبنان) والمنية والبداوي (قضاء المنية الضنية شمال لبنان) والجوار، أنّ البحر خرج لزيارتهم فأغرقهم بسيل من ماء زاد ارتفاعه في بعض الأماكن على العشرين سنتيمتراً، فترك الأهالي سيّاراتهم بالشوارع ونجوا بأنفسهم من الجرف المائيّ.
وامتلأت الطرق بالحجارة والوحول والصخور وحصلت انهيارات عدّة على طرقات الضنية وزغرتا -إهدن وتحوّلت البيوت إلى برك للسباحة ولحقت بالمفروشات أضرار كبيرة.
أدت الأمطار الغزيرة ليل الجمعة – السبت، إلى رفع منسوب نهر كفرحلدا – بساتين العصي في أعالي البترون بشكل كبير فخرج عن مساره واجتاحت مياهه عدداً من المطاعم والمقاهي.
من جهة أخرى، غمرت المياه الطريق في حي الفرطوش، بسبب فيضان نهر جاج في جبيل، وفي بلدة لحفد فاضت مياه النهر على الطريق العام، وعملت عناصر الدفاع المدني على سحب السيارات التي علقت على الطريق.
ومساء الجمعة، فاض نهر بيروت جراء كثافة الأمطار، وتناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر غرق آلية تابعة للدفاع المدني اللبناني ضمن مستنقع للمياه سببه طوفان «نهر بيروت»، بفعل الأمطار الغزيرة.
٣/١إنقاذ مواطنين احتجزتهم السيول داخل المباني والسيارات في محلة الكرنتينايواصل عناصر الدفاع المدني، من كافة الوحدات البرية والبحرية، معززين بالآليات من مراكز متعددة، العمل على إنقاذ مواطنين احتجزتهم السيول داخل الأبنية السكنية وسحب عدد كبير من السيارات pic.twitter.com/HrCXSPuAIm
— الدفاع المدني اللبناني (@CivilDefenseLB) December 22, 2023
نشر وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية عبر منصة «إكس» فيديو نهر بيروت، قائلاً: «يُظهر الفيديو بوضوح عدم انسياب المياه نحو البحر بسبب عدم تعزيل وتنظيف مجراه، مما أدى إلى فيضان المياه إلى الكرنتينا، علماً أنه – واستناداً للكتاب المرفق والموجه إلى وزارة الطاقة والمياه – على وزارة الطاقة والمياه ضمن نطاق صلاحياتها المنصوص عليها بالقانون رقم (221) تاريخ 29/05/2000 (تنظيم قطاع المياه) والذي يشير إلى المعنيين بمهام تصحيح مجاري مياه الأنهر».
الفيديو المرفق هو لنهر بيروت ، يُظهر بوضوح عدم انسياب المياه نحو البحر بسبب عدم تعزيل وتنظيف مجراه ، مما أدى إلى فيضان المياه الى الكرنتينا ، علماً أنه – واستنادا للكتاب المرفق والموجه الى وزارة الطاقة والمياه- على وزارة الطاقة والمياه ضمن نطاق صلاحياتها المنصوص عليها بالقانون… pic.twitter.com/fVRswO24jo
— Ali Hamie | علي حمية (@alihamie_lb) December 23, 2023
كما أفادت غرفة التحكم المروري، صباح اليوم (السبت)، بقطع مختلف الطرقات المؤدية إلى محلة سوق السمك – الكرنتينا (شرق العاصمة بيروت) وتحويل السير إلى الأوتوستراد الرئيسي بسبب تجمّع الوحول والمياه.
توازياً، أفادت غرفة التحكم المروري عبر منصة «إكس»، بـ«تجمع للمياه داخل نفق بحمدون باتجاه البقاع وتحويل السير إلى الطريق المحاذي».
في السياق، ذكرت المديريّة العامّة للدّفاع المدني اللّبناني، أنّ «عناصر من الدفاع المدني سحبوا 64 تلميذاً، حاصرتهم السّيول داخل باصَين في محلّة نهر الكلب (شمال بيروت)»، مشيرةً إلى أنّ «العناصر نقلوا إحدى التّلميذات إلى المستشفى لتلقّي العلاج اللّازم، كما قدّموا الإسعافات الأوّليّة اللّازمة إلى تلميذة أخرى في الموقع. أمّا التلاميذ الآخرون فقد تمّ التّأكّد من سلامتهم، وإيصالهم إلى برّ الأمان».
وأفادت بأنّ «العناصر عملوا أيضاً على إزالة الصّخور والأتربة جرّاء سقوطها على طرقات دوما وكفرحلدا – البترون، وذلك لتسهيل حركة المرور وتمكين المواطنين من متابعة سيرهم بأمان»، مشيرةً إلى أنّ «عناصر من الوحدات البرّيّة والبحريّة كافّة، معزّزين بالآليّات من مراكز متعدّدة، عملوا كذلك على إنقاذ مواطنين احتجزتهم السّيول داخل الأبنية السّكنيّة، وسحب عدد كبير من السّيّارات الّتي حاصرتها السّيول في محلّة الكرنتينا، حيث ارتفع منسوب المياه بسبب إقفال منفذ النهر نظراً لكميّة المتساقطات الهائلة».
وأوضحت المديريّة أنّه «تمّ التّأكّد من سلامة المواطنين الّذين كانوا محاصرين على سطح أحد المباني، وعملت زوارق الإنقاذ البحري على نقلهم إلى برّ الأمان، ولم يسجّل وقوع أيّ إصابات، باستثناء مصاب واحد تمّ نقله إلى المستشفى بواسطة آليّة الإسعاف التّابعة للدفاع المدني».
بالتزامن، أدى تساقط كميات كبيرة من الأمطار الكثيفة ليل أمس وصباح اليوم إلى تجمع المياه داخل مستشفى قلب يسوع في الحازمية (الضاحية الجنوبية لبيروت).
وقد أظهرت الصور دخول المياه إلى قسم الطوارئ وقسم الأشعة في المستشفى بعدما غمرت موقف السيارات التابع لهما.
بيروت: سحب الناس بالحبال من نفق المطار pic.twitter.com/mB5DCdDbEG
— ᖇOᑎ ᖴᗩᖇᖇᗩ (@RonFarra) December 23, 2023
كذلك، وبحسب فيديو متداول، جرى سحب مواطنين بالحبال من أنفاق المطار (بيروت). كما أظهرت الفيديوهات المتداولة غرق أوتوستراد خلدة (بيروت) بالاتجاهين.
مشاهد غير مسبوقة من #نفق_المطار سحب المواطنين العالقين بسياراتهم من بواسطة الحبال! pic.twitter.com/Nj2cWBZ1gY
— Al Jadeed News (@ALJADEEDNEWS) December 22, 2023
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد الناشطون البنى التحتية المهترئة التي تتسبب بغرق طرقات لبنان بمياه الأمطار كل سنة.
التطرف الجوي يتكرر، الكرنتينا وككثير من المناطق الامطار الغزيرة ادت الى طوفان الطرقات بالاشارة الى ان كمية الامطار تخطت ١٠٠ملم في بعض المناطق وبأقل من ٢٤ ساعة مما يجعل شبه مستحيل استعاب هذه الكميات من المياه فكيف بالاحرى مع بنى تحتية مهترئة بالتوازي مع رمي النفايات على الطرقات ؟ pic.twitter.com/1eByPKlhRc
— Joe Kareh (@Joe_kareh_LBCI) December 22, 2023
وكتب جو القارح مقدم نشرة الطقس في «المؤسسة اللبنانية للإرسال» على منصة «إكس» تعليقاً على صورة للكرنتينا العائمة بمياه الأمطار: «التطرف الجوي يتكرر، الكرنتينا وككثير من المناطق، الأمطار الغزيرة أدت إلى طوفان الطرقات بالإشارة إلى أن كمية الأمطار تخطت 100 ملم في بعض المناطق وبأقل من 24 ساعة، مما يجعل شبه مستحيل استيعاب هذه الكميات من المياه، فكيف بالأحرى مع بنى تحتية مهترئة بالتوازي مع رمي النفايات على الطرقات؟».
لبنان عندو كل المقومات ليقدر يخوض حرب والدليل انو البلد غرق بمجرد ما شتّت#لبنان_لا_يريد_الحرب#بيروت#الامطار_الغزيرة pic.twitter.com/GrRjtAGXZS
— Julie Daccache (@daccache_julie) December 22, 2023
وقالت المحامية والناشطة السياسية جولي دكاش على منصة «إكس»: «لبنان لديه كل المقومات لأن يخوض حرباً، والدليل أن البلد غرق بمجرد أن أمطرت!».
أكثر بلد في مسؤولين وأقل بلد في حدا بيتحمل مسؤولية بس توقع كارثة! pic.twitter.com/0OEL1G01rq
— رامز القاضي (@ramezelkadi) December 22, 2023
أما الصحافي اللبناني رامز القاضي فكتب معلقاً على مجموعة من الفيديوهات والصور نشرها بحسابه على منصة «إكس»: «أكثر بلد فيه مسؤولون وأقل بلد فيه أشخاص يتحملون مسؤولية عند وقوع كارثة!».