أمِل البطريرك ماربشارة بطرس الراعي، في أن “يحدث هذا الميلاد إنقلاباً روحيّاً في حياة كل إنسان، فعالم اليوم، عالم الكبرياء والاستقواء، هو بأمسّ الحاجة لهذا الإنقلاب وإلّا ظلّت المآسي على حالها من الفساد والظلم والحروب والاستبداد واللعب بمصير الأوطان والشعوب والثقافة والتاريخ”، مؤكداً أنّ “ميلاد المسيح بدأ بالإنسانية عهداً جديداً، عهد العدالة والسلام، والأخوّة بين بني البشر”.
وقال، في عظة قداس الميلاد، في بكركي: “نأسف لأنّ الانقلاب الداخلي لم يحدث على صعيد وطننا لبنان، وكنّا ننتظر تحوّلاً في نفوس نواب الأمّة وكتلهم يحملهم على انتخاب رئيس كفوء، نظيف اليد، حرّ ومتجرّد من أيّ مصلحة شخصية أو فئوية”، مضيفاً: “انتظرنا من النواب عيدية الميلاد والسنة الجديدة ولكن “ما في عيدية” لأنّه لا أحد يستطيع أن يعطي ما لا يملك”.
واعتبر الراعي، أنّ “إفلاس الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إنذار خطير، ومن المؤسف أن يكون هذا الوضع غائباً عن الخطاب السياسي والنيابي. ونرفع هذه الصرخة إلى المسؤولين لاسيما الحكومية السلطة الإجرائية”، وتابع، “نصلّي لأجل انتخاب رئيس وإجراء إصلاحات منتظرة، وإخراج الضمان الاجتماعي من معوّقاته المعروفة، وإن لم يجري شيء من الثلاثة تفاقَم نزيف الهجرة على مستوى الأفراد والمؤسسات”.
وحول الحرب في غزة والجنوب، قال: “العيون تدع لدى العائلات المنكوبة جرّاء الحرب الإبادية في غزة، وعائلاتنا في جنوب لبنان نتيجة امتداد الحرب المشؤومة والمرفوضة إلى قراهم مع ما خلّفت من قتلى وتدمير منازل، وبالرغم من هذا كلّه، نعلن إعلان الرجاء والإنفراج قائلين وُلد المسيح هللويا”.
وتابع الراعي، بالقول: “يا ليت جميع الناس، ولا سيما كلّ مسؤول بالدولة والكنيسة، يدركون أنّ في بلاد ابن الله ظهرت محبّة الله المجانية، محبّة خلاص وتجدّد ونعمة ميلاد الرب يسوع في نفوس كلّ إنسان ولا سيّما كلّ مسؤول. ميلاد المسيح المخلّص حدث مرة واحدة في التاريخ، لكنّه ينتظر أن يولد في قلب كلّ مؤمن ومؤمنة يسمع الكلمة ويحفظها في قلبه ويعمل بها”.