واشنطن تلاحق أموال الحوثيين وتعاقب رئيس جمعية الصرافين في صنعاء

في أحدث ردة فعل من واشنطن ضد الحوثيين وقرصنة السفن في البحر الأحمر؛ فرضت الخزانة الأميركية الخميس عقوبات على رئيس جمعية الصرافين في صنعاء نبيل الحدث (أو الحظا وفقا لكتابة الاسم باللغة الإنجليزية “Al-Hadha”) وثلاث شركات صرافة تتهمهم بتسهيل نقل الدعم المالي الإيراني إلى جماعة الحوثي في اليمن. وقالت الخزانة الأميركية في بيان إن اثنتين من شركات الصرافة مقرهما اليمن وتتمركز الثالثة في تركيا. وقال بريان نيلسون وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية في البيان «إجراء اليوم يؤكد عزمنا على تقييد التدفق غير المشروع للأموال إلى الحوثيين، الذين يواصلون شن هجمات خطيرة على الشحن الدولي ويخاطرون بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر». وتقضي العقوبات بتجميد أي أصول في الولايات المتحدة مملوكة للأفراد والكيانات المستهدفين وتحظر بشكل عام على الأميركيين التعامل معهم. وترمي العقوبات إلى خنق تدفق التمويل الإيراني المزعوم إلى الحوثيين، وفق ما أوردت «رويترز». وقالت الخزانة الأميركية إن الإجراءات استهدفت شبكة يوفر من خلالها سعيد الجمل المقيم في إيران أموال إيرانية للحوثيين.

ويخضع الجمل (ويرد أيضا باسم الجمال) إلى عقوبات أميركية منذ يونيو (حزيران) 2021 على الأقل. ومن بين الشركات المستهدفة «الأمان كارجو» التي وصفتها وزارة الخزانة بأنها «نقطة وسيطة» لإيصال التمويل المقدم للحوثيين من قبل الحرس الثوري الإيراني.

ومن بين المستهدفين أيضا شركة «نابكو موني» للصرافة والتحويلات ومقرها صنعاء، وهي متلقية للأموال المرسلة من الشركة التركية، وكبير مسؤوليها نبيل علي أحمد الحظا الذي يشغل أيضا منصب رئيس جمعية الصرافين اليمنيين. وأضافت الوزارة أن العقوبات استهدفت أيضا شركة الروضة للصرافة والتحويلات التي يديرها الحوثيون لقيامها بتحويل أموال إلى الريال اليمني مرسلة عبر حسابات تابعة للحظا في تركيا.

وكانت الخزانة الأميركية فرضت عقوبات في السابع من ديسمبر (كانون الأول) 2023 على 13 شخصاً وكياناً قالت إنهم لعبوا دوراً في توفير عشرات الملايين من الدولارات للحوثيين في اليمن عبر بيع وشحن سلع إيرانية.

يشار إلى أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا تتهم الجماعة الحوثية باستغلال السيطرة على أجزاء من السواحل المطلة على البحر الأحمر لتلقي الأسلحة الإيرانية المهربة.

ويعتقد يمنيون أن الجماعة تسعى من خلال الهجمات التي تستهدف الملاحة إلى جلب الدعاية والهروب واحتواء السخط المتزايد تجاه الفشل المستمر في دفع رواتب الموظفين، ومواجهة تراجع شعبية الجماعة داخليا إلى جانب رفع الروح المعنوية لدى مقاتليهم.

وأوضحت الخارجية الأميركية أنه سبق أن أدرجت الولايات المتحدة فيلق القدس التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني» على قوائم العقوبات طبقا لبيان.

وتقود الولايات المتحدة قوة عمل بحرية جديدة لحماية حركة الشحن التجاري، واتهمت إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والأموال وتحديد الأهداف وغيرها من المساعدات رغم محاولات إيران نفي هذا الاتهام.

وشن الحوثيون هجمات متعددة على سفن شحن في جنوب البحر الأحمر وقرب مضيق باب المندب، ما دفع إلى تراجع حركة الملاحة الدولية بشكل لافت.

وتتهم الولايات المتحدة إيران بالمشاركة في أعمال وهجمات استهدفت قواعد أميركية بالمنطقة. ويوم الأحد الماضي، اتهمت القيادة المركزية الأميركية طهران بأنها تقف وراء هجمات على سفن تجارية في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر.