جهود مصرية لتجهيز «مخيم خان يونس» لإيواء نازحي غزة

تزامناً مع استمرار تدفق المساعدات المصرية عبر معبر رفح إلى قطاع غزة، تتواصل الجهود المصرية لتجهيز مخيم خان يونس لإيواء نازحي غزة.

وقال مصدر مصري مطلع إن «المخيم (خان يونس) هو الأول لاستقبال النازحين من شمال ووسط غزة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، أنه «تم اختيار موقع المخيم بعناية ليكون (نقطة متقدمة) لاستقبال النازحين الذين لا يستطيعون الوصول بسهولة إلى رفح الفلسطينية بسبب كثافة القصف وانقطاع الطرق»، لافتاً إلى «وجود عدد من المخيمات للنازحين في رفح الفلسطينية».

وذكر «الهلال الأحمر المصري» أنه يعمل مع «الهلال الأحمر الفلسطيني» لتجهيز المخيم. وأشار «الهلال الأحمر المصري» في بيان، مساء الخميس، إلى أن «مخيم إيواء النازحين في جنوب غربي خان يونس يسع أكثر من 6 آلاف شخص، ويتوفر بالمخيم جميع الخدمات الإغاثية والطبية، بجانب توفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والمياه بشكل يومي للمقيمين بالمخيم». كما عرضت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، في وقت سابق، لقطات لعدد من العاملين في «الهلال الأحمر المصري» أثناء إنشاء المخيم في خان يونس التي تشهد «قتالاً عنيفاً» في قطاع غزة.

 

جانب من المخيم المصري في خان يونس (الهلال الأحمر المصري)

 

وتركز الهجوم البري الإسرائيلي في قطاع غزة، والذي تسبب به هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في البداية على شمال القطاع. ودعت إسرائيل في بادئ الأمر السكان المدنيين للفرار إلى الجنوب.

ومنذ ذلك الحين، وسع الجيش الإسرائيلي هجماته إلى وسط وجنوب قطاع غزة. وطالب الجيش الإسرائيلي أيضاً السكان في وسط غزة بالفرار أكثر اتجاه الجنوب. كما تم حث سكان خان يونس في جنوب شرقي القطاع إلى البحث عن «مكان آمن».

في السياق، أكد «الهلال الأحمر الفلسطيني» بحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، الجمعة، أن «مخيم خان يونس سيحتوي كمرحلة أولى على 300 خيمة ستؤوي النازحين من عائلات الطواقم الطبية والإسعافية والإغاثية في (الهلال الأحمر)، وسيتم توسيع القدرة الاستيعابية لاحقاً لتصل إلى 1000 خيمة لاستيعاب مئات العائلات النازحة في جنوب القطاع». وقالت مسؤولة إعلام «الهلال الأحمر الفلسطيني»، نبال فرسخ، الجمعة، في تصريحات لها، إننا «نتعاون مع (الهلال الأحمر المصري) لإنشاء أول مخيم مُنظم للنازحين في خان يونس».

 

المخيم المصري في خان يونس يسع أكثر من 6 آلاف شخص (الهلال الأحمر المصري)

 

ووفق المصدر المصري، فإنه «من المقرر الانتهاء من تجهيز مخيم خان يونس خلال يومين أو أكثر، وتسليم إدارته إلى (الهلال الأحمر الفلسطيني)، لكن جميع احتياجات المخيم سوف توفرها مصر».

وحول وجود مخيمات مصرية أخرى مُنتظر تدشينها في خان يونس، أشار المصدر المصري إلى أنه «لو تطلب الأمر ذلك، سيتم عمل توسيع للمخيم، وعمل مراحل جديدة».

في غضون ذلك، تُكثف مصر تحركاتها من أجل عودة الهدنة من جديد في قطاع غزة، وصولاً لوقف شامل لإطلاق النار في القطاع. وشددت مصر أكثر من مرة على «رفضها القاطع لأي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم». كما تتواصل الجهود المصرية لتدفق مزيد من المساعدات والوقود لقطاع غزة. وبحسب قناة «القاهرة الإخبارية»، الجمعة، فإن «60 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح، الجمعة». وأشارت القناة إلى «وصول 20 مصاباً من غزة إلى معبر رفح للعلاج بالمستشفيات المصرية، وكذا وصول نحو 200 من حاملي الجنسيات المزدوجة إلى معبر رفح، فضلاً عن 4 شاحنات وقود تدخل الجانب الفلسطيني من معبر رفح».

 

مساعدات مصرية جارٍ تجهيزها للعبور إلى قطاع غزة عبر «رفح» (الهلال الأحمر المصري)

 

إلى ذلك، قال رئيس بعثة المجلس الدولي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، هيثم أبو سعيد، إن «القصف الإسرائيلي على قطاع غزة متعمد لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين». وأضاف وفق قناة «القاهرة الإخبارية»، الجمعة، أن «المدنيين في غزة هم من يدفعون ثمن العدوان الإسرائيلي على القطاع»، مشيراً إلى أن «الحل الوحيد يتمثل في تطبيق القوانين الدولية لمحاسبة المسؤولين عن الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة».

وهنا أضافت مسؤولة إعلام «الهلال الأحمر الفلسطيني»، بحسب ما نقلت «القاهرة الإخبارية»، الجمعة، أن «90 في المائة من الفلسطينيين في غزة أصبحوا نازحين بلا مأوى، ومدارس اللاجئين ممتلئة»، مؤكدة أنه «لا مكان آمناً في غزة، وجيش الاحتلال استهدف كل مكان بالقطاع».