قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي استهدف ودمّر أكثر من 200 موقع أثري وتراثي، من أصل 325 موقعاً في القطاع، وذلك في إطار عدوانه المتواصل منذ 7 تشرين الأول الماضي.
وأضاف المكتب في بيان، أنه وثق من بين تلك المواقع المستهدفة “مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف ومنازل أثرية قديمة ومواقع تراثية مختلفة”. وعدّ استهداف هذه المواقع “محاولة فاشلة لطمس الوجود الثقافي والتراثي الفلسطيني، ولدثر الشواهد التاريخية والعمق التاريخي الفلسطيني في غزة”.
وتعد غزة من مدن العالم القديمة، حيث خضعت لحكم الفراعنة، والإغريق، والرومان، والبيزنطيين، ثم العهد الإسلامي. وندد المكتب باستهداف وتدمير هذه المواقع، معتبرا ذلك “جريمة دولية واضحة وفقاً للقوانين الدولية، وخاصة للقانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات التي تحظر الاستهداف المتعمد في الظروف كافةً للمواقع الثقافية والدينية”. وطالب “المنظمات الدولية والأممية ذات العلاقة بالبُعد الثقافي والتراثي، بإدانة هذه الجريمة المُنظّمة التي ترتكبها اسرائيل في غزة”، داعيا إياها إلى “تدخل عاجل من أجل وقف هذه الجريمة والعمل على إعادة تأهيل وترميم هذه المواقع”. ومن أبرز المواقع التي دمرها الجيش، بحسب “الإعلامي الحكومي”، “كنيسة جباليا البيزنطية، والمسجد العمري في جباليا (شمالا)، ومسجد الشيخ شعبان، ومسجد الظفر دمري في الشجاعية (شرق مدينة غزة)، ومقام الخضر في دير البلح (وسط)”. إضافة إلى “موقع البلاخية (ميناء الأنثيدون) شمال غرب مدينة غزة القديمة، ومسجد خليل الرحمن في منطقة عبسان في خان يونس (جنوبا)، ومركز المخطوطات والوثائق القديمة بمدينة غزة”. وبجانب ذلك، استهدف الجيش “كنيسة القديس برفيريوس في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وبيت السقا الأثري في الشجاعية، وتل المنطار شرق مدينة غزة، وتل السَّكن جنوب مدينة غزة، وتبة 86 في القرارة جنوب القطاع، ومسجد السيد هاشم بمدينة غزة”. وفي 21 تشرين الثاني الماضي، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف)، إن إسرائيل “تتعمد” تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية بغزة، في “استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني”. وأشار المرصد، في بيان حينها، إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر في كافة الظروف الاستهداف المتعمد للمواقع الثقافية والدينية (التي لا تشكل أهدافا عسكرية مشروعة ولا ضرورة عسكرية حتمية لها). ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى أمس الجمعة “21 ألفا و507 شهداء و55 ألفا و915 إصابة معظمهم أطفال ونساء”، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات |