أَبُنَيَّتاه! بِقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار

(نَظَمتُها في زَمَنِ الكُورُونا، واليَومَ يَعُودُونَ عَلَينا بِنَغمَتِهِ اللَّعِينَة)

«لارا»⁽¹⁾… وضاقَت مِ الوَباءِ حُدُودُ،            وطَغا على مَسرَى الحَياةِ جُمُودُ
فَإِذا رَأَيتُكِ قَد دَهَتكِ جُهُودُ،                    والوَضْعُ سُوْءٌ، واللَّيالِي سُوْدُ
وَضَنَى «الكُورُونا»⁽²⁾ يَغتَذِي أَيَّامَنا،              والعُمرُ يَزحَفُ، والشَّبابُ يَبِيْدُ
تَنتابُنِي غُصَصٌ، وفَرْطُ كَآبَةٍ،            والقَلبُ يَشْجَى، والبَلاءُ يَزِيدُ
«لارا»… ويَدهَمُني السُّؤَالُ، أَلَا انظُرِي،               وأَنا بِحُبِّكِ طائِرٌ غِرِّيْدُ
إِذْ أَسمَعُ الآهاتِ مِنكِ يَرُودُنِي،                غَمٌّ بِرُوحِي، لا يَخِفُّ، شَدِيدُ
كانَ الزَّمانُ – وما دَرَينا – غِبطَةً،                ولُهاثُنا، لَو في العَناءِ، نَشِيدُ
فَإِذا الوَباءُ، وفاسِدُونَ تآزَرُوا،                  هَدَمُوا الحِمَى، فَتَهالَكَ المَوجُودُ
فَالكُلُّ مَنهُوكٌ، ولا مِنْ صَحْوَةٍ،                 والشَّعْبُ نامَ، كَأَنَّهُ مَرْصُودُ
مادَت بِنا الدُّنيا، وما زالَت، فَهَل               أَمَلٌ يَعُودُ، وفي سَناهُ نَعُودُ؟!
هَلَّا تَؤُوبُ لَنا عُهُودٌ غَضَّةٌ         ــــــــــــ         وَلَّت، فَنَهنَأُ والسُّعُودُ يَجُودُ
وتَعُودُ أُختُكِ مِن بَعِيدٍ، آهِ كَم                   ناءَ البَعِيدُ فَما إِلَيهِ وُرُودُ
ويَعُودُ شَمْلٌ لِلدِّيارِ، ونَلتَقِي،                   وتَطِيبُ، في رَغَدِ اللِّقاءِ عُهُودُ!
أَبُنَيَّتاهُ، لَأَنتُما نَبْضِي، وفي                       مَجرَى العُرُوقِ حَرارَةٌ وَوَقِيدُ
وَهَواكُما لَحْنٌ يَهُزُّ جَوانِحِي،                      فَمَدَى اللَّيالِي مِ السَّعادَةِ عِيْدُ
إِن تَبْأَسا يَجرِي الأَسَى في أَضلُعِي،              أَو تَسْعَدا فَمَدَى الدُّرُوبِ وُرُودُ
«لارا» فُؤَادِي، وَلــْ«وِدادُ»⁽²⁾ جَوارِحِي،                هَلَّا بِغَيرِهِما يَتِمُّ وُجُودُ؟!
____________

(1): «لارا» وَ «وِداد» هُما ابنَتا الشَّاعِرِ، وَ «وِداد» مُقِيمَةٌ في إِنكلترَة.

(2): في العام 2020 اجتاحَ وَباءُ الــ «كُورُونا Covid-19» الكُرَةَ الأَرضِيَّةَ بِكامِلِها وحَصَدَ المَلايِين.