شرطٌ من واشنطن لمواصلة دعم تل أبيب!

خلال لقاءات الوزير بيني غانتس في واشنطن، مساء امس الإثنين، تلقى انتقادات لاذعة ورسائل قاسية من نائبة الرئيس كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بسبب الوضع الإنساني في غزة، وحقيقة أن الاحتلال لا يفعل ما يكفي لحل هذه المشكلة، وفقاً لمصادر إسرائيلية وأميركية مطلعة على مضمون هذه الاجتماعات، بحسب ما نشره موقع “Walla” الإسرائيلي.

ووفقاً لمصدر إسرائيلي مطلع، صدمت هذه الانتقادات غانتس، الذي شعر بأنها تسلط الضوء على صعوبات كبيرة من الضروري معالجتها. وخلص غانتس أيضاً إلى أن زيارته لواشنطن جاءت متأخرة جداً، لأن العلاقات المتوترة بين البيت الأبيض ومستشاري نتنياهو حالت دون فهم نوايا إسرائيل وسياساتها.

واجتمع غانتس لمدة ساعة تقريباً مع كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، وساعة ونصف الساعة مع مستشار الأمن القومي سوليفان، و45 دقيقة مع نائبة الرئيس هاريس.


وشددت هاريس لغانتس على “ضرورة أن تتخذ إسرائيل خطوات إضافية بالتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، وضمان توزيعها على الفلسطينيين المحتاجين إليها”.

قال مصدر مطلع على مضمون الاجتماع بين هاريس وغانتس إن “رسالة نائبة الرئيس كانت أن إدارة بايدن ترغب في مواصلة مساعدة إسرائيل، لكنها تحتاج لأن تقوم إسرائيل بدورها، خاصةً مع الوضع الإنساني في غزة”.

وقالت هاريس لغانتس: “ساعدونا لنساعدكم”.

وكانت رسالة جميع المسؤولين الأميركيين إلى غانتس أنه من الضروري إغراق غزة بالمساعدات، وأن مهمة إسرائيل إيجاد طريقة لذلك.

وأكدت هاريس لغانتس أنه قبل أن تفكر إسرائيل في تنفيذ عملية عسكرية في رفح، عليها أن تُقدِّم خطة إنسانية قابلة للتنفيذ، وذلك في ضوء خطر الإضرار بالمدنيين الفلسطينيين.

وكشف غانتس خلال المحادثات في البيت الأبيض أن كبار المسؤولين في إدارة بايدن لا يصدقون ما سمعوه حتى الآن من نتنياهو ومستشاريه، بشأن عملية محتملة في رفح، وخاصةً خطة إخلاء السكان المدنيين من المدينة.

وسأل ماكغورك وسوليفان وهاريس غانتس أكثر من مرة عن المكان الذي تنوي إسرائيل نقل أكثر من مليون فلسطيني في رفح إليه، وشككوا بشدة في قدرتها على أن تفعل ذلك، فيما أعرب مسؤولو البيت الأبيض لغانتس عن تشاؤمهم بشأن فرص التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية ما دامت الحرب في غزة مستمرة.

وأكدوا أن “مفتاح التقدم مع السعودية بيد إسرائيل، وأنه في حالة التوصل إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار، فسيتعين على الاحتلال الإسرائيلي اتخاذ خطوات مهمة بشأن القضية الفلسطينية، حتى يتمكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من المضي قدماً نحو إبرام اتفاق سلام”.

ومن هذه الخطوات التي يتعين على الحكومة الإسرائيلية اتخاذها الالتزام بمسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلاً. وشكك مسؤولو البيت الأبيض في أن تكون الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تضم عناصر متطرفة، مستعدة لتقدم على خطوة كهذه.