أعلنت قنوات تلفزيونية موالية ومحسوبة على نظام الزعيم الراحل معمر القذافي عودتها إلى البث مع بداية شهر رمضان، وذلك بعد توقف امتد لأكثر من 10 سنوات، ليعود بذلك أنصار النظام السابق إلى الإعلام، من أجل المنافسة على استقطاب المشاهدين والتأثير في الأحداث والتأكيد على وجودهم كقوة في البلاد.
ويتعلق الأمر بقناة “الجماهيرية العظمى” التي كانت تحظى بشعبية واسعة بين الليبيين، حيث كانت الفضائية الرسمية التي تتصدر المشهد الإعلامي في ليبيا خلال فترة حكم القذافي، قبل أن يتوقف بثّها إثر سقوط العاصمة طرابلس عام 2011.
وفي عام 2012، حاول بعض الموالين للقذافي إعادة إطلاقها من جديد عبر قمر “نايل سات”، لكن هذه الخطوة قوبلت برفض الثوار الذين حذروا كل من يقف وراء إعادة نشر فكر النظام السابق، ليتم إعادة إغلاقها.
ومن القنوات الأخرى التي ستظهر قريبا إلى المشاهدين، قناة “الليبية” التي تأسست عام 2007، تحت إشراف سيف الإسلام القذافي والتابعة لمؤسسة القذافي للتنمية التي يديرها.
وهناك قناة أخرى، ظهر شعارها خلال الأيام الماضية على قمر “نايل سات”، وهي قناة “النجع” المتخصصة في تقديم المحتوى المتنوع من البرامج الترفيهية إلى الثقافية، والتي أسسها الشاعر علي الكيلاني، الذي يعتبر من أهم الرموز الثقافية والإعلامية للنظام الجماهيري ويلقب بـ”شاعر ثورة الفاتح”، وهو ابن عم الزعيم الراحل معمر القذافي.
وخلال الثورة، خاض القذافي حربه الإعلامية عبر هذه القنوات، حيث لعبت أدوارا كبيرة في الدعاية لنظامه، من خلال إبراز عدد من المظاهرات والمسيرات المؤيدة له خصوصا في مدينتي طرابلس وسبها معقل قبيلة القذافي ومسقط رأسه، وبث اعتصامات من الساحة الخضراء بطرابلس لمواطنين ليبيين يرفعون الأعلام الليبية وصورا للقذافي ولافتات تعلن التشبث به زعيما لليبيا.
ويعتبر مراقبون أن توقيت إعادة بث القنوات التابعة لنظام القذافي ليس ببعيد عن أجواء المسار السياسي العام بالبلاد، خاصة فيما يتعلّق بمشروع المصالحة الشاملة بين كافة الأطراف الليبية الذي أطلقه المجلس الرئاسي ويطمح إلى إنجاحه، والانفتاح على مشاركة أنصار النظام السابق المشروطة بالإفراج عن السجناء السياسيين، في مؤتمر سرت الشهر المقبل.