تحركات سفينة إيرانية بخليج عدن تُقلق الغرب!

تثير سفينة إيرانية بخليج عدن بعض القلق لدى الغرب، وسط تنبؤ خبراء بدور مهم تقوم به هذه السفينة في دعم الحوثيين، وتقديم معلومات استخباراتية للجماعة توجّه ضرباتهم داخل البحر الأحمر.

وتبدو السفينة “بهشاد” كناقلة بضائع سائبة في الظاهر، لكنها انتقلت إلى خليج عدن في شهر كانون الثاني 2024، بعد أن قضت سنوات في البحر الأحمر، وذلك بالتزامن مع ارتفاع وتيرة الهجمات على السفن داخل الممر المائي الحيوي قبالة سواحل اليمن، بحسب ما نشرت صحيفة “Financial Times” البريطانية السبت 9 آذار 2024.

حيث قال جون غاهغان، رئيس “Sedna Global” المتخصصة في المخاطر البحرية، إن سلوك “بهشاد” المسجلة في إيران “غير مألوف على الإطلاق” بالنسبة لسفينة شحن مفترضة.

وتحدث غاهغان عن تحركات السفينة وارتباطها بالهجمات، قائلاً: “يطرح هذا الأمر تساؤلات كبيرة حول دورها في الأزمة الراهنة. وإذا لم تكن تزود النظام الحوثي بالمعلومات حول حركات السفن، فما الذي تفعله بالضبط؟”.

وزادت المخاوف حيال تورط “بهشاد” في تزويد الحوثيين بمعلومات الاستهداف بعد هجوم الأسبوع الجاري، الذي أصاب سفينة “ترو كونفيدنس” الأميركية، ما أسفر عن مقتل 3 أفرادٍ من طاقمها.

حيث كانت “بهشاد” موجودةً على بُعد 43 ميلاً بحرياً (79.6 كلم) عندما تعرضت “ترو كونفيدنس” للهجوم. وجاء الهجوم في أعقاب 6 هجمات أخرى شهدها خليج عدن ومدخل البحر الأحمر على مدار 15 يوماً فقط.

وأشار الخبراء كذلك إلى هدوء وتيرة الهجمات الحوثية في شهر شباط، بعد أن تعرضت “بهشاد” لهجوم سيبراني، وفقاً لما نقلته شبكة “NBC News” الأميركية.

يُذكر أن “بهشاد” مسجلةٌ كناقلة بضائع سائبة جافة عادية، وتبدو في الظاهر مشابهةً لآلاف السفن التي تجوب المحيطات وتتميّز بالشكل نفسه.

لكن خبراء الأمن البحري لطالما علّقوا على الرابط الوثيق بين “بهشاد” وبين الهجمات الحوثية. وبعد أن قضت السفينة سنوات داخل البحر الأحمر، أبحرت جنوباً عبر مضيق باب المندب في الـ11 من كانون الثاني، متجهةً نحو خليج عدن، بحسب ما أظهرته بيانات موقع “MarineTraffic”.

وبعد ذلك التحرك مباشرةً، شهد خليج عدن الواقع جنوب اليمن سلسلة من الهجمات على السفن.

وأشار غاهغان إلى الارتباط بين تحركات “بهشاد” وبين الهجمات على أنه مصادفات غير مقنعة.

وأوضح: “أتفهّم أن طهران واصلت إنكار تورط السفينة في الوضع الراهن، لكنه أمرٌ يصعب تصديقه”.

وشهدت المنطقة فترة هدوءٍ نسبي في الهجمات بعد الهجوم السيبراني الذي أصاب بهشاد. إذ رست السفينة قبالة سواحل جيبوتي، حيث تمتلك الصين قاعدةً بحريةً كبيرة، خلال الفترة ما بين 2 و19 شباط -أي في وقت واقعة الهجوم السيبراني تقريباً.

ولم تقع الكثير من الهجمات الفعالة ضد السفن خلال تلك الفترة، بينما ارتفعت وتيرة الهجمات فجأةً في وقت عودتها إلى خليج عدن، وفقاً لما أظهرته بيانات تتبع السفن.

وقال غاهغان إن دور “بهشاد” المُحتمل في تحديد السفن ليس مستبعداً، ما دامت إيران تمد الحوثيين بالأسلحة.

وأضاف، “هل من المستبعد التصور بأنهم يمدون الحوثيين بالمعلومات الاستخباراتية لدعمهم في تحديد الأهداف أيضاً؟”.

يأتي ذلك فيما أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، السبت، أنها استهدفت سفينة ومدمرات حربية أميركية في البحر الأحمر وخليج عدن، باستخدام صواريخ بحرية و37 طائرة مسيرة.

جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث العسكري لقوات الجماعة يحيى سريع، اطلعت عليه الأناضول.

وذكر البيان أن “القوات البحرية (التابعة للحوثيين) وسلاح الجو المسير نفذا عمليتين عسكريتين نوعيتين، الأولى استهدفت سفينة “PROPEL FORTUNE” الأميركية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة”.

وأضاف “العملية الثانية استهدفت عدداً من المدمرات الحربية الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك بـ37 طائرة مسيّرة”.

ولفت البيان إلى أن” العمليتين حققتا أهدافهما بنجاح”، دون تعليق فوري من قِبل واشنطن بشأن هذا البيان.

ويعد هذا أكبر هجوم تشنه الجماعة اليمنية منذ بدء عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن ضد سفن إسرائيلية وأميركية وبريطانية.

وفي وقت سابق، السبت، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، إسقاط 15 طائرة مسيّرة للحوثيين في اليمن.

وأضافت في بيان أن الحوثيين نفذوا هجوماً “واسع النطاق” بطائرات جوية غير مأهولة في البحر الأحمر وخليج عدن.

“تضامناً مع غزة” التي تواجه حرباً إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، منذ تشرين الثاني الماضي، مؤكدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.

ومنذ مطلع العام الجاري، يشن التحالف الذي تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف “مواقع للحوثيين” في مناطق مختلفة من اليمن، رداً على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.