يحتل المشهد الميداني الجنوبي صدارة الإهتمامات الداخلية كما الخارجية، فيما تشتد وتيرة العمليات العسكرية على جبهة “المشاغلة” التي تقترب رويداً رويداً من أن تتحول إلى جبهة حرب، مع ازدياد مروحة الإستهدافات الإسرائيلية لتطال في الساعات الماضية قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب.
ويقرأ الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير في التطورات العسكرية الأخيرة، أهدافاً عدة، أبرزها، مواكبة التصعيد على جبهة غزة من جهة ولمنع قوى المقاومة من الردّ على إسرائيل في حال اقتحمت مدينة رفح من جهةٍ أخرى.
وفي حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، يرى المحلل قصير، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير، قد يكون في إطار التحضير لعملية عسكرية واسعة أو لاكتشاف قدرات المقاومة على الردّ أو لضرب خطوط الإمداد، إضافةً لتأكيد قدرة الجيش الإسرائيلي على الردّ على أي تصعيد.
ورداً على سؤال حول التطور المتمثل باستهداف اليونيفيل، فيشير قصير إلى ان استهداف موقع وآلية لقوات الطوارىء الدولية، قد يكون رسالةً إسرائيلية لليونيفيل، وذلك من أجل الضغط عليها في حال قررت إسرائيل أن توسّع من دائرة عملياتها.
أمّا عن تأثير استئناف المفاوضات حول وقف النار في غزة في الساعات المقبلة، وما إذا كان هذا التطور سيؤدي إلى “تفرغ إسرائيل لجبهة لبنان” كما يصرح وزير دفاع حكومة الحرب، يؤكد قصير أن وصول هذه المفاوضات حول الوضع في غزة إلى نتيجة إيجابية، فإن هذا الإتفاق سينعكس على لبنان.
لكن قصير يستدرك داعياً إلى الحذر والإنتباه، لأن الإسرائيلي قد يستغل وقف النار في غزة، من أجل تصعيد نطاق وجغرافية عملياته في لبنان.
وفي ضوء هذا الواقع، يقول قصير، إن الخلاف الأميركي – الإسرائيلي، يقتصر فقط على الأساليب التي تعتمدها إسرائيل وليس على الهدف، وهو ضرب حركة “حماس”، بدلالة استمرار إرسال الأسلحة من واشنطن إلى إسرائيل.
وعن تأثير التطورات العسكرية على المشهد السياسي الداخلي والإستحقاقات السياسية، فيكشف قصير أن المشهد الداخلي “مجمد” وذلك لما بعد منتصف شهر نيسان المقبل، وحتى عودة سفراء اللجنة الخماسية واتضاح صورة الوضع في غزة.