شكل ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق، الإثنين، مرحلة جديدة من الصراع المحتدم بين إسرائيل وإيران أعقاب هجوم 7 تشرين الاول، لا سيما أن استهداف المنشآت الدبلوماسية أشبه باستهداف إيران على أراضيها بحسب خبراء.
الضربة التي أدت إلى مقتل أحد رجالات إيران المهمين في المنطقة وهو قائد عمليات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، محمد رضا زاهدي وقادة آخرين، هي الأعنف منذ بدء التصعيد.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، قال مسؤولون إيرانيون إن الغارة استهدفت اجتماعا سريا بين مسؤولي المخابرات الإيرانية وقادة من حركة الجهاد الفلسطينية في المبنى الملاصق لمبنى السفارة الإيرانية في دمشق.
وتعرض مبنى القنصلية بحسب سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري لهجوم بطائرتين مقاتلتين من طراز إف-35، مضيفا أن “هذا الهجوم سيكون له ردنا العنيف”.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن 4 مسؤولين إسرائيليين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم أن إسرائيل كانت وراء الهجوم في دمشق، لكنهم نفوا أن يكون للمبنى وضع دبلوماسي.
لكن السفير السوري لدى إيران شفيق ديوب قال إن الغارة استهدفت مبنى دبلوماسيا وكانت “انتهاكا واضحا وكاملا لجميع الاتفاقيات والأعراف الدولية”.
وقال علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة غير ربحية تسعى إلى منع الحروب، إن استهداف منشأة دبلوماسية سيكون “أشبه باستهداف إيران على أراضيها”.
وبحسب مسؤولون إسرائيليون إن المبنى كان “موقعا استيطانيا للحرس الثوري، مما يجعله هدفا عسكريا مشروعا”.
يعدُّ زاهدي من كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، وكان قد شغل منصب نائب رئيس العمليات من العام 2015 ولغاية الـ2018، كما تولى قيادة القوات الجوية والبرية في الحرس بين عامي 2004 و2007.
شارك زاهدي في قيادة كتيبة في الحرس الثوري في الحرب الإيرانية – العراقية، وكذلك في الحرب في سوريا.
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “محمد رضا زاهدي ليس شخصية عسكرية إيرانية رفيعة المستوى فحسب، بل هو أيضا رجل له أقدمية وخبرة كبيرة”.
هذا وذكر مسؤول دفاعي أميركي لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “القيادي في فيلق القدس المُغتال هو مسؤول عن نشاط فيلق القدس في سوريا ولبنان منذ عقود ويتنقل دائما بين بيروت ودمشق”.