سفير أميركا لدى إسرائيل يهاجم “تصرفات” حكومة نتنياهو!

قال سفير أمريكا لدى إسرائيلجاك لو، إن إدارة بلاده “مُحبَطة” من تصرفات الحكومة الإسرائيلية بشأن الاحتياجات الإنسانية بقطاع غزة، وذلك في حوار أجرته معه صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، ونشرته الجمعة 5 نيسان 2024.

وكانت واشنطن قد وجهت، الخميس 4 نيسان 2024، “أقوى توبيخ علني” لإسرائيل منذ أن شنت حربها الوحشية على قطاع غزة، حيث طلب الرئيس الأميركي جو بايدن، من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لأول مرة، وقفاً فورياً لإطلاق النار، كما ربط الدعم المقدم للحرب بخطوات ملموسة تتخذها تل أبيب لضمان سلامة موظفي الإغاثة والمدنيين الفلسطينيين.

سفير أمريكا لدى إسرائيل، أفاد بأن الإدارة الأميركية “محبَطة ومنزعجة للغاية” بشأن تعامل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع الحاجة المُلحة للغذاء والمياه والصرف الصحي في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية منذ 6 أشهر.


كما أوضح أن الولايات المتحدة “عملت بجد” لتسهيل إدخال المساعدات إلى غزة عن طريق البحر، واصفاً العملية بأنها “ليست سهلة ولا رخيصة”.

ثم تابع: “وبالفعل كانت هناك نقاشات كثيرة بشأن إدخال الطحين إلى قطاع غزة عبر ميناء أسدود (الإسرائيلي البحري)، وهو الآن في طريقه إلى غزة”.

وتقيد إسرائيل إدخال المساعدات براً إلى غزة، ما أدى إلى شح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنين في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، بينهم نحو مليونا نازح جراء الحرب، وتحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً.

بخصوص معبر كرم أبو سالم، قال سفير أميركا لدى إسرائيل: “كنا نرى بشكل لا لبس فيه، وجوب فتح المعبر لنقل المساعدات للسكان الفلسطينيين في غزة، وتم فتحه، وأنا أتعامل معه ليل نهار، وأعني ذلك حرفياً”.

كما اعتبر أن هناك “تقدماً هائلاً” في كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، مؤكداً وجوب دخول مزيد منها إلى القطاع.

وأضاف: “لن أجلس هنا وأقول إن المهمة قد انتهت، نحن بحاجة إلى مزيد من الشاحنات للدخول إلى جميع أنحاء قطاع غزة”.

والخميس 4 نيسان 2024، وافق المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بالحكومة الإسرائيلية على اتخاذ خطوات “فورية” لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة “لمنع حدوث أزمة إنسانية”، وفق قناة (كان) التابعة لهيئة البث الرسمية.

وأشارت القناة إلى أن إسرائيل ستسمح “بشكل مؤقت” بتوصيل المساعدات الإنسانية عبر ميناء أسدود ومعبر إيرز البري (بيت حانون)، كما ستسمح بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم.

وبشأن إمكانية عقد صفقة بين إسرائيل وحركة “حماس” لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، قال “لو”: “نعمل باستمرار من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، ونحاول أن نبقي المحادثات على المسار الصحيح ودفعها إلى الأمام”.

وتابع: “ما زلت آمل أن تكون هناك صفقة رهائن أخرى”. وأوضح السفير الأميركي أن “صفقة المختطفين مهمة للغاية، ليس فقط كقضية إنسانية، ولكن أيضاً كمسألة استراتيجية إقليمية”.

وتسعى وساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، المستمرة إلى التوصل لصفقة تبادل أسرى وهدنة ثانية بين إسرائيل و”حماس”، بعد الأولى التي استمرت أسبوعاً حتى مطلع كانون الأول، وأسفرت عن تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى القطاع.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى ارتكاب “إبادة جماعية”.