خطوة مفاجئة… لماذا اتصل ترمب بالأمير محمد بن سلمان؟

في خطوة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي حتى الآن، تحدث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مؤخرا مع الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، وفقا لتقرير أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” وهو ما آثار عدة تكهنات بشأن طبيعة هذا الاتصال وتوقيته والمواضيع التي نوقشت فيه.

قالت الصحيفة في تقرير نشرته، الأربعاء، إن المحادثة هي الأولى التي يتم الكشف عنها منذ أن غادر ترمب منصبه في كانون الثاني 2021، وفقا لمصدرين مطلعين على المناقشة وغير مخولين بالتحدث علنا حولها.

الصحيفة أشارت إلى أنه لم يتضح ما الذي ناقشه الجانبان وما إذا كان الاتصال هو الأول بينهما منذ غادر ترمب منصب الرئيس الذي شغله من 2017 إلى 2021.

الصحيفة ألمحت إلى أن الاتصال ربما تطرق لموضوع ملف التطبيع في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن مناقشات ترمب – بن سلمان جاءت في وقت تنخرط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مفاوضات حساسة مع السعوديين تهدف إلى إقامة سلام دائم في الشرق الأوسط، وذلك بناء على اتفاقات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية التي أقيمت خلال فترة إدارة ترمب.

تراجعت العلاقات الأميركية السعودية بشكل لافت في الأيام الأولى من تولي بايدن للرئاسة والذي كان قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بجعل المملكة “منبوذة” على خلفية قضية مقتل الصحافي والناقد السعودي جمال خاشقجي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة.

على العكس من ذلك فقد كان ترمب من أشد المؤيدين للسعوديين، كما تفاخر بإنقاذ محمد بن سلمان بعدما توصلت الاستخبارات الأميركية إلى أنه وافق على قتل خاشقجي، وهو الأمر الذي تنفيه المملكة.

كذلك أعاد الرئيس السابق تحريك العلاقة الاستراتيجية الزاخرة بالأزمات، مع إبرام صفقات ضخمة لبيع الأسلحة للسعودية خلال فترة رئاسته.

ويرى نائب رئيس مركز الأمن الأميركي فريد فلايتز أن المكالمة الهاتفية بين محمد بن سلمان وترمب تعكس تماما “الصداقة الوثيقة” بين الزعيمين عندما كان ترمب في منصبه.

يقول فلايتز لموقع “الحرة” إن “التواصل بين الرؤساء السابقين زعماء دول أجنبية أمر طبيعي، نحن نعلم أن بيل كلينتون وباراك أوباما يفعلان ذلك طوال الوقت على سبيل المثال”.

ويضيف فلايتز أن “السعوديين ربما يريدون البقاء على اتصال وثيق مع ترمب لأنهم يعرفون أن هناك احتمالية كبيرة لإعادة انتخابه في نوفمبر المقبل”.

بالمقابل يشير رئيس مركز القرن للدراسات في السعودية، سعد بن عمر، إلى أن “السعودية تعلم مدى تأثير ترمب على العلاقات المستقبلية بين البلدين، وتعلم جيدا أيضا ان العلاقات بالأساس تسوقها المصالح قبل أي شيء آخر”.

ويقول بن عمر لموقع “الحرة” أن “السعودية دائما أبوابها مفتوحة مع الإدارات الأميركية سواء التي في السلطة أو التي غادرت”، مضيفا أن “ترمب كانت لديه بصمة مؤثرة في العلاقات السعودية”.

ويرى بن عمر أن “ترمب هو أحد المرشحين البارزين في الانتخابات ومن المحتمل أن يصل للبيت الأبيض مجددا وبالتالي لا توجد أية موانع من التواصل مع أي شخصية أميركية سواء في الإدارة الحالية أو خارجها من المسؤولين السابقين أو المرشحين المحتملين”.

في تقريرها، الأربعاء، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن إدارة بايدن تعمل منذ عدة أشهر على التوصل إلى صفقة ثلاثية ضخمة، من المحتمل أن تشمل اتفاق سلام سعودي إسرائيلي، والتزام إسرائيلي بخيار حل الدولتين.

كذلك تتضمن الصفقة توقيع معاهدة دفاع أميركية سعودية وتفاهمات أميركية سعودية بشأن برنامج نووي مدني في المملكة، وكل هذا يحتاج لدعم ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ للتصديق على المعاهدة.

بالتالي تلفت الصحيفة إلى أن من المحتمل أن يعمد ترمب، باعتباره المرشح الجمهوري المفترض الذي يتولى قيادة الحزب، لعرقلة أي صفقة مع السعودية بهدف منع خصمه بايدن من الاستفادة منها خلال العام الانتخابي.

لكن فلايتز لا يعتقد أن ترمب يفعل ذلك أو يتدخل في السياسة الخارجية الأميركية لإدارة بايدن، مضيفا بالقول “أعتقد أن الاتصال بين ترمب ومحمد بن سلمان شهد نقاشات عادية تحصل بين رئيس سابق ورئيس دولة حالي”.

ويتابع أن “من الواضح أن الحكومة السعودية لديها مصالحها في البقاء على اتصال مع المرشحين للرئاسة”.

ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي من السعودية بشأن فحوى الاتصال مع ترمب، فيما تقول “نيويورك تايمز” أن ممثلي الرئيس السابق لم يستجيبوا لطلبات التعليق.