هدنة غزة… اليكم نقاط الخلاف بين إسرائيل وحماس!

يتضمن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح رهائن، عدة نقاط شكلت محاور الاختلاف بين حماس وإسرائيل، بينما حذر وسطاء من أن الجانبين لا يزالان بعيدين عن التوصل إلى اتفاق.

وتدعو الخطة، التي قدمها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، إلى مسؤولين من إسرائيل وحماس وقطر ومصر في القاهرة الأحد، إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة، وخلال تلك الفترة تطلق حماس سراح 40 من أكثر من 100 رهينة تحتجزهم الحركة في القطاع مقابل 900 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، بينهم 100 يقضون أحكاما طويلة.

والاثنين، أعلنت حماس أنها تدرس الاقتراح “وسوف تبلغ الوسطاء بردها” وفق ما نقلت وكالة رويترز.


والثلاثاء، اعتبر البيت الأبيض، أن الموقف الصادر من حماس حتى الآن بالنسبة الى الاقتراح “أقل من مشجع”

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان “لقد رأينا البيانات العلنية الصادرة من حماس، ويمكن القول إنها أقل من مشجعة”.

وكشف أنه أجرى صباح الثلاثاء محادثات مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي أشار إلى أنه “لم يتلق ردا بعد من حماس”.

وتم عرض المقترح على حماس خلال اجتماع “ماراثوني” عقد الأحد في القاهرة وفق ساليفان بحضور ممثلين للحكومة الإسرائيلية وحماس عبر الوسطاء المصريين والأميركيين والقطريين.

في المقابل، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، الاثنين، أن “الوقت مناسب الآن” لإبرام هدنة مع حركة حماس في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن.

وقال يوآف غالانت متوجها إلى مجنّدين “ستكون هناك قرارات صعبة، علينا أن نكون مستعدين لدفع الثمن لإعادة الرهائن قبل العودة إلى القتال، نحن في الوقت المناسب” للقيام بذلك.

لكن ثمة أوجه اختلاف بين موقف حماس وإسرائيل من المفاوضات جعلها ترواح مكانها.

وقال مسؤولون يساعدون في التوسط في المفاوضات، الثلاثاء، إن الجانبين ما زالا يختلفان حول الجوانب الرئيسية لأي اتفاق محتمل، وفق ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.

قالت حماس إن الاقتراح الأخير الذي تلقته لا يلبي أيًا من مطالب الفصائل الفلسطينية، لكنها ستدرسه وتقدم ردها إلى الوسطاء.

وقالت “وول ستريت جورنال” إن حماس لا توافق على الظروف التي سيسمح فيها للفلسطينيين الذين شردتهم الحرب بالعودة إلى شمال غزة.

كما أنها تقف عند هويات السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وما إذا كان وقف إطلاق النار الأولي لمدة ستة أسابيع يمكن أن يصبح دائمًا.

وقال مسؤول مطلع على المفاوضات للصحيفة “لكي نكون صادقين، نحن لسنا متفائلين”، محذرا من التقارير السابقة عن التقدم في المفاوضات.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الاثنين، إنه تلقى تقريرا مفصلا عن محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة وأن الحكومة تواصل العمل من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

لكن نتانياهو قال أيضًا إن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى تحقيق “النصر الكامل” على حماس، وهو ما قال إنه يتطلب هجومًا على رفح، آخر مدينة في جنوب غزة حيث لم تشن إسرائيل هجومًا واسع النطاق.

تُعد فترة التوقف عن القتال ضمن الاتفاق أبرز نقطة الخلاف بين الجانبين، وبينما يريد نتانياهو أن يتضمن الاتفاق مع حماس وقفا مؤقتا للقتال، تدعو الحركة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وفي الجولات السابقة من المفاوضات، أعرب مسؤولو حماس عن بعض المرونة بشأن الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق مثل هذا الوقف الدائم لإطلاق النار.

وقال دانييل ليفي، المفاوض الإسرائيلي السابق والمسؤول الحكومي، في حديث للصحيفة “هل هذه صفقة مدتها ستة أسابيع قبل الهجوم على رفح ومزيد من الضربات الإسرائيلية، أم أن هذه هي نقطة الدخول إلى وقف دائم لإطلاق النار؟” في إشارة إلى عدم اتضاح الرؤية بخصوص الفترة الزمنية لوقف إطلاق النار.

قالت حماس إنها تهدف إلى إطلاق سراح القادة السياسيين والنشطاء الفلسطينيين الرئيسيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

ولم تصدر حماس قائمة بأسماء السجناء الفلسطينيين الذين تريد إطلاق سراحهم، ولم ترسل إسرائيل قائمة بأسماء الأشخاص الذين ترغب في إطلاق سراحهم في صفقة محتملة، حسبما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول إسرائيلي، الاثنين.

وقال ليفي لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنه إذا كان لدى إسرائيل قدر كبير من السلطة التقديرية لاختيار 100 سجين فلسطيني يقضون أحكاما أطول، فإن “هذا ربما يشكل أيضا انتهاكا للصفقة”.

وتريد حماس استبدال السجناء الفلسطينيين برهائن إسرائيليين لديها.

ويعتقد أن 129 رهينة إسرائيلية ما زالوا محتجزين في غزة من بين 253 رهينة تم اختطافهم في 7 تشرين الأول.

ثمة حجر عثرة مهم آخر يتمثل في الخلاف حول عودة ما يقدر بنحو مليون فلسطيني نزحوا إلى جنوب القطاع إلى شمال غزة منذ بداية الحرب في تشرين الأول.

وفي حين أن الاقتراح الأميركي لا يضع أي قيود على عدد الفلسطينيين الذين سيسمح لهم بالتحرك شمالا، إلا أن المسؤولين المشاركين في المحادثات قالوا إنه من الناحية العملية، من المرجح أن يبقى الكثير منهم في الجنوب بسبب حجم الدمار ونقص الغذاء والظروف الصعبة في الشمال.

وطالبت حماس بحرية حركة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، وفقا لمسؤولين مطلعين على المفاوضات بينما قالت إسرائيل، في ردها الأولي على اقتراح بيرنز، إنها ترفض العودة غير المشروطة للفلسطينيين إلى الشمال، وفقا لمسؤولين مصريين تلقوا الرد الإسرائيلي.

وكان المفاوضون الإسرائيليون قد عرضوا في السابق السماح لـ 60 ألف فلسطيني فقط بالعودة إلى الشمال.

وقال مسؤولون مصريون إن إسرائيل تريد تفتيش الفلسطينيين الذين ينتقلون من الجنوب إلى الشمال لمنع نشطاء حماس المحتملين من العودة مع المدنيين إلى المناطق التي طهرها جيشها بالفعل.

وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات قبل تقديم الاقتراح الأميركي، إن “حماس تطالب بعدم وجود نقاط تفتيش”.

وقال في حديث سابق للصحيفة “إنهم ينظرون إلى هذه القضية على أنها شيء يرمز إلى قدراتهم في الحكم في الجزء الشمالي من غزة”.