أكّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أن “ثقافة الوحدة في التنوع من صميم لبنان ثقافة العيش معًا مسيحيين ومسلمين بالمساواة والتشارك في الحكم والادارة، ولكن الإمعان عمدًا في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة يزعزع الميثاق وثقافة الوحدة في التنوّع، لأنّ رئيس الدولة هو ضابط الوحدة الوطنيّة بحكم الدستور (المادّة 49). بغيابه تتفكك العائلة اللبنانية كما هو حاصل”.
وشدّد في عظة الأحد، على “الوحدة التي تقتضي الابتعاد عن الصراعات من خلالة عدم انحياز الدولة وعدم انحياز الحكم المركزي إلى إي من الفئات، لا سميا أن الوحدة الوطنيّة وثقافتها تقتضي أمرين: الأوّل، إجراء التطورات في مؤسّسات الدولة وهيكليّتها، بحيث تُؤمّن مصالح المواطنين، والثاني، حمل رسالة السلام والتفاهم بين شعوب المنطقة العربيّة والعالم، واحترام حقوق الإنسان في مجتمعنا المشرقيّ”.
وأضاف، “هذه الوحدة تقتضي الإبتعاد عن الصراعات بإلتزامين: الأوّل، عدم انحياز الدولة إلى أي من المواقف في الأزمات الدوليّة والإقليميّة، إلّا في قضايا العرب الكبرى. والثاني عدم إنحياز الحكم المركزيّ إلى أيّ من الطوائف أو الفئات في الأزمات الداخليّة (راجع روجيه ديب: لبنان المستقرّ، ص 111)”.
وختم الراعي: “من هذا المنطلق يجب على القوى السياسيّة الكفّ عن النعرات المتبادلة، بل يجب عليهم العمل على شدّ أواصر العائلة اللبنانيّة، لكي يواجهوا معًا المخاطر الإقليميّة الكبرى الراهنة”.